ثانيا : الأسواق
وقد اتبعت في ترتيب تسلسلها بادئا من جهة الغرب إلى الشرق خلال السير في البلدة القديمة كما يلي :
1- سوق القصبة
ويمثل السوق الرئيسي في البلدة القديمة وعصبها ، ويبدأ عند ساحة عين العسكر- حيث كانت تقوم هناك بلدية الخليل في الخمسينات والستينات في مبنى تشغله حاليا جمعية سيدات الخليل الخيرية - وبداية شارع الشلالة القديم والجديد وشارع الزاهد وشارع طلعة الكراج، وينتهي السوق بقنطرة "خزق الفار" التي تؤدي إلى سوق الجملة المركزي ، ويتفرع عنه أسواق وأزقة عديدة تماما كما تتفرع السنبلة بشعيراتها عن القصبة في حالة القمح، والسنبلة والأوراق في حالة الشعير. ويطلق اسم " سوق القصبة " في بلدان أخرى على الحالات المماثلة حيث تحيط به البيوت والحارات القديمة كما في مدينة نابلس ومدينة تونس العاصمة وغيرهما.
2،3- سوق الحصرية/ اللحامين
وسوق الحصرية يلي سوق اللحامين وإلى الشرق منه، ويعتبران امتدادا لسوق القصبة باتجاه الحرم الإبراهيمي الشريف. ويبدأ سوق اللحامين - ولازال فيه بعض حوانيت اللحامين أو الجزارين - من قنطرة "خزق الفار". أما سوق الحصرية - وقد ذكر صاحب الأنس الجليل(4) اسمه ذكراً - فقد اشتهر بالحوانيت التي كانت تبيع الحصر (جمع حصير وحصيرة) المصنوعة من القش أو النخيل أو غيرهما، والبسط (جمع بساط) والمزاود (جمع مزودة) وكلاهما كان يصنع في بيوت القرى المختلفة من شعر الحيوانات ليفرش على الأرضيات فوق الحصر شتاء.
4-سوق الزياتين
ويلي سوق الحصرية باتجاه الحرم الإبراهيمي الشريف مارا بمدخل قنطرة حمام الخليل حتى نهاية مبنى مسجد ابن عثمان. وقد ذكر صاحب الأنس الجليل(1) اسمه ذكراً. وكانت تباع فيه أنواعالزيوت المستخرجة من الزيتون (حيث كان الصابون يصنع منه ومن القلي الذي يأتي البدو(2) به) ومن السمسم (السيرج) وغيرهما. وكان يوجد في المنطقة العديد من المعاصر (جمع معصرة) لاستخراج زيت السيرج من السمسم ولا زال بعضها موجودا ولكنه لا يعمل.
5-سوق الغزل
ويرى بعض أهل الخليل أنه المقابل لباب مسجد ابن عثمان ويشكل بداية المدخل من السوق الرئيسي إلى حارة العقابة. وكان يتم فيه غزل عدول الشعر وبيوت الشعر والأخرجه (جمع خرج) حيث تصنع من شعر الماعز ، وكذلك غزل البسط والمزاود. وقد ورد ذكره في "الأنس الجليل"(3) خلال نبذة من أخبار المدينة بما فيها الزوايا والمشاهد حيث يقول : "ومشهد بالقرب من باب المسجد بخط سوق الغزل عند عين الطواشي، به ضريح الشيخ يوسف النجار صالح مشهور". وقد يشير هذا القول بأن السوق المقصود يقع في نهاية السوق المسمى حاليا " شارع جمال الدين الأفغاني" حيث تقع على يمين المتجه إلى الحرم "زاوية الأشراف أو زاوية المغاربة "، وعن يساره موقع عين الطواشي بالقرب من المدرسة القيمرية التي يقيم فيها اليهود اليوم. وقد ورد في بلادنا فلسطين بأن الخليل قد اشتهرت بغزل القطن ، حيث كان السكان يزرعون القطن فيغزلونه ويبيعونه في القدس أو في غزة(4).
6- سوق الخواجات
ويمتد في المسافة القصيرة الواقعة ما بين مفترق المدخل إلى جامع ابن عثمان وسوق الغزل وحارة العقابة وبين مفترق "مربعة السوق". والكلمة "خواجة" تطلق على التاجر، حيث كان التجار يشغلون الحوانيت على جانبي ذلك السوق.
7- سوق اللبن
ويطلق على الشارع المستقيم الذي يبدأ من مفترق "مربعة السوق" ويتجه جنوبا حتى أول منحنى في الشارع. وكان اللبن وكافة منتجاته (الحليب، الكشك أو اللبن الجميد، الأجبان، الزبدة، اللبنة، واللبن الرائب) تباع في حوانيت هذا السوق المتخصص بذلك دون غيره. أما الآن فعددهم لا يتجاوز الثلاثة حوانيت. ويطلق اسم "حارة الحوشية" على المنطقة المحيطة بهذا السوق.
8- سوق الإسكافية
ويلفظ سوق اسكافية، وهما سوقان قديم (غربي) وجديد نسبيا في بنائه (شرقي). وكانت تصنع في كليهما وتباع كافة المنتجات المصنوعة من إطارات السيارات (الكاوتشوك) مثل: الأحذية، دلاء المياه لإخراجها من الآبار ، أو نقلها على الدواب لبيعها ، المقاطف (جمع مقطف) وهو القفه ، الأحزمة وغير ذلك ، وكذلك تصليح الأحذية. ونسب اسماهما إلى الإسكافية (جمع إسكافي) الذي يقوم بالأعمال الواردة أعلاه أو ببعضها.
9- سوق العطارين:
ويمتد من مفترق "مربعة السوق" وحتى زاوية الأشراف تقريبا. ويدعى حاليا "شارع جمال الدين الأفغاني". وكانت الحوانيت على جانبيه تبيع كافة المواد المسماة بالعطارة وتضم التوابل بأنواعها والبذور والأعشاب والأصباغ والأدوية وكافة ما يمكن أن يستعمل في علاجات الأمراض والأورام المختلفة، وكذلك زيوت النباتات والأعشاب وغير ذلك. وكان (العطار) بمثابة الصيدلي حاليا من حيث وصف وتركيب الأدوية وبيعها للعلاج. ومن الأمثال الشائعة : (لا يصلح العطار ما أفسد الدهر)، أي كما العطار ورغم قدراته العلاجية ومعرفته الفائقة لا يستطيع علاج الأمراض المستعصية كمرض الهرم مثلا، فلا يستطيع المختص والعالم بأشياء ما أن يعالج أمور ساءت نتيجة تدخل عوامل خارجة عن إرادته.
10- سوق البازار (البيزار):
وقد هدم أثناء عملية هدم المباني القديمة وتوسيع الساحات حول الحرم الإبراهيمي إبان العهد الأردني. وكان يمتد من زاوية الأشراف وحتى نهاية الواجهة الغربية الجنوبية من الحرم. وكانت ترد إليه الحبوب (القمح، الشعير، الذرة، وغيرها) بكميات كبيرة حيث تنقل على الجمال من مناطق الريف والبادية في جنوب فلسطين، ثم تباع إلى المواطنين، وكانت وحدات الكيل بأوعية من الخشب ثم الحديد(1).