[size=18]لقد خلق الله سبحانه وتعالى كل شيء وقدره تقديرا ، وجعل لكل اسمه، وعلم آدم عليه السلام الأسماء كلها وخصه بذلك وطلب منه تعليمها للملائكة. وقد درج الإنسان على إطلاق أسماء على المسميات المختلفة باللغات المختلفة حتى يتسنى تسهيل التفاهم والتخاطب بين بني البشر. وقد نشأ إطلاق كثير من الأسماء والتسميات لسبب أو مناسبة ما لبث أن حرف بعضها أو نشأت عنه اشتقاقات عديدة حتى أخذت مرحلة استقرار طال أو قصر على هذه التسمية أو تلك.
وسيتم التطرق في ورقة العمل العجالة هذه وباختصار إلى عرض تسميات مختلفة في مدينة الخليل لم تتطرق إليها مراجع أخرى تقريبا، وذلك بهدف تعريف المواطنين وإطلاعهم على أسباب وأصول إطلاق تلك التسميات على مسمياتها خاصة التي تتردد في كلامهم بشكل شبه يومي. هذه المسميات التي درج بعضها على ألسنة المواطنين والزائرين على مر العصور منذ فجر التاريخ وحتى يومنا هذا. ومن تلك المسميات بعض الشوارع والأسواق والحارات والأحياء والعائلات وعيون الماء وآبار المياه والخلات والجبال وبعض المواقع والمعالم الدينية والأثرية والسياحية. أما المسميات التي وردت في مصادر مختلفة فقد آثرت أن اذكرها ذكرا أو بشيء من الإشارة معتبرا هذه الورقة مجرد حافز أقدمه بتواضع إلى القارئ العزيز الذي لا يعلم سبب تسميتها حاثا إياه بالرجوع إلى تفاصيلها والبحث عن غيرها. وفي نهاية الورقة أردت الإشارة إلى بعض الأحداث التاريخية التي حصلت في المنطقة في فترات زمنية مختلفة موضحا أسباب تسمياتها ومختصر حدثها مع التركيز على الغريب منها أحيانا والطريف والشيق أحيانا أخرى حيثما وجد ذلك مناسبا ومفيدا بهدف الإحاطة بها وأخذ العبرة من بعضها حيث آثرت اقتطافها من مصادرها.
لقد عالج العديد من المسميات واسباب تسميتها كثير من الكتاب والمؤلفين والباحثين وأسهبوا في ذلك ماضيا وحاضرا فسالت أقلامهم وخطت في تاريخ بلادنا عامة ومنطقة الخليل خاصة جزاهم الله خيرا على ما جهدوا وابانوا واضاءوا نبراسا للحقيقة ، تاركا للمهتمين مجال الاستزادة حول تلك التسميات المشابهة الكثيرة والتي أجاد الآخرون في الكتابة عنها وعن غيرها بالتفصيل في مراجع تتعلق بتاريخ الخليل والحرم الابراهيمي الشريف وجبل الرميدة والزوايا والمقامات وغير ذلك من مراجع تم ذكر بعضها في نهاية الورقة ، ومراجع أخرى يستدل عليها من حواشي المراجع المنوه عنها. وسيتم عرض شرائح (Slides ) ومرتسمات شفافة (Transparencies) خلال الإشارة إلى المسميات المختلفة حيثما أمكن.
لقد ذكرت مصادر مختلفة وفصلت تسميات وأصولها واسباب إطلاقها على مسمياتها مثل : "فلسطين، الخليل، خليل الرحمن، حبرون، ارض كنعان، قرية أربع، تربنتس ( رامـة الخليل )، بثنيم ( بيت عينون ) ". وكذلك ما يتعلق بالحرم الابراهيمي مثل : " الطبلخانة ، الجاولية ، مدرسة السلطان حسن ، القلعة " . إضافة إلى بلدات وقرى وخرب منطقة الخليل. وتعرضت إلى القبائل(1) التي نزلت ديار الخليل مثل : جذام ، لخم ، بنوجرم، الخوارزميون التركمان، والأنباط. ومن المسميات في الخليل أذكر ما يلي :
أولا: الشوارع
وقد اتبعت في ترتيب تسلسلها الحروف الهجائية كما يلي :
1- شارع الحاووز
وهو الذي يبدأ من ميدان باب الزاوية وينتهي مع نهاية حدود بلدية الخليل تقريبا من ناحية الغرب الجنوبي باتجاه الظاهرية وبئر السبع. وينسب اسمه إلى الحاووز الأول وهو خزان المياه تحت سطح الأرض الذي يحوز على الماء الذي يضخ إليه من الآبار الارتوازية في منطقة مخيم الفوار ولا زال موجودا قرب الجمعية الخيرية الإسلامية. وقد شغل البناء الواقع بجواره موظف البلدية المسؤول عن ضخ مياه الخزان إلى المدينة لمدة طويلة تبعه أحد مخافر الشرطة الفلسطينية في نهاية القرن الماضي. أما الحاووز الثاني فقد أنشئ كخزان معدني للمياه فوق سطح الأرض من قبل سلاح الهندسي الملكي أيام العهد الأردني قبل عام 1967 في مكان مدرسة بنات غرناطة الأساسية حاليا.
2- شارع الحرس
وهو الشارع المنحدر الذي يربط ما بين شارع سبته – بئر المحجر في مفترق جامعة الخليل غربا وشارع عين سارة شرقا ولا يتجاوز طوله الثلاثمائة متر. وكان المبنى الذي يستخدم كمخفر للشرطة حاليا في الطرف الشرقي للشارع مخفرا لرجال الأمن والحرس الوطني الأردني يتحكم بالمدخل الرئيسي الوحيد إلى مدينة الخليل من جهة الشمال، حيث كان يصعد رجل الأمن إلى حافلة الركاب القادمة من القدس وغيرها ليتفقدها والمسافرين قبل أن يسمح لها بدخول المدينة. ويطلـق على المسجـد الذي يضم زاوية الشيخ حسني القواسمة بجـوار مخفر الشرطة المذكور "مسجد الحرس" أيضاً.
3- شارع الشلالة (القديم والجديد)
ويصل القديم ما بين ميدان "عين العسكر" والطرف الشرقي لشارع باب الزاوية، أما الجديد فمن ميدان "عين العسكر" وحتى ميدان "باب الزاوية" نفسه. ويشكل الشارعان عصبين تجاريين هامين في وسط المدينة. وقد كان يمر من شارع الشلالة القديم سيل ماء يبدأ من عين أم الفرج التي كانت تنبع من أمام المدرسة المحمدية في باب الزاوية، وكان ذاك السيل يشكل شلالا صغيرا في الشارع. فجاء هذا الاسم "الشلالة" تصغير مؤنث عن "الشلال" في اللغة العربية على السنة أهل العربية دون سواهم. وكان ينبت على جنبات السيل نبات القصب بكثرة. وحين فتح شارع آخر فيما بعد موازيا للأول من الناحية الشمالية أطلق عليه شارع الشلالة الجديد.
4- شارع الشهداء
ويصل ما بين مفترق سوق الجملة المركزي القريب من مسجد أهل السنة ومفترق محطة الباصات المركزية القريبة من مدرسة أسامة بن المنقذ. وتقول الرواية أن الشهداء الأربعين المدفونين في مشهد مسجد الأربعين الواقع في جبل الرميدة قطعت رؤوسهم وتدحرجت من هناك حتى وصلت المكان المقابل لمحطة الباصات المركزية حيث تنبت في الموقع شجرتا بطم كبيرتان يطلق على إحداهما "بطمة الشهداء"، وعلى الشارع الذي يبدأ من هناك "شارع الشهداء".
5- شارع باب الزاوية
ويبدأ من مفترق شارع الشلالة القديم وامتداد شارع الشهداء وحتى ميدان باب الزاوية. وتعود التسمية إلى زاوية آل السعيد التي سيمر ذكرها لاحقا في "حارة باب الزاوية".
6- شارع بئر الحمص
ويبدأ من ميدان باب الزاوية متقاطعا مع شارع الكرمل الواصل ما بين مسجد الشيخ علي البكاء ومبنى الغرفة التجارية. وكان يوجد قرب هذا التقاطع بئر يطلق عليه "بئر الحمص".
7- شارع بئر السبع (شارع السبع):
وهو الشارع الموصل ما بين مدينتي الخليل وبئر السبع مارا بالظاهرية. ويذكر صاحب" الأنس الجليل بتاريخ القدس والخليل " الرواية الآتية توضح سبب تسمية مدينة "بئر السبع" بهذا الاسم:
"… ثم سار إبراهيم من مصر إلى الشام ، واقام بين الرملة وايليا، فهو أول من هاجر من وطنه (ويقصد العراق) في ذات الله تعالى حفظا لإيمانه. ولما نزل بالموضع الذي يعرف بوادي السبع وهو شاب لا مال له، أقام حتى كثر ماله وشاخ وضاق على أهل البلد مواضعهم من كثرة ماله ومواشيه. فقالوا له : يا شيخ ارحل عنا فقد آذيتنا بمالك أيها الشيخ الصالح – وكانوا يسمونه بذلك – فقال لهم : نعم ارحل عنكم ، فلما هم بالرحيل قال بعضهم لبعض : انه جاء عندنا وهو فقير وقد جمع عندنا هذا المال كله فلو قلنا له اعطنا شطر مالك وخذ الشطر، فقالوا له ذلك ، فقال لهم : يا قوم صدقتكم جئتكم وكنت شابا واليوم صرت شيخا فردوا علي شبابي وخذوا ما شئتم من مالي. فخصمهم ورحل عنهم. فلما كان وقت ورد الغنم الماء جاءوا يستقون فإذا الآبار قد جفت ، فقال بعضهم لبعض : الحقوا الشيخ الصالح الذي كنتم في بركته واسألوه الرجوع فإنه إن لم يرجع هلكنا وهلكت مواشينا. فلحقوه فوجدوه في الموضع المسمى بالغار وسألوه الرجوع ، فقال : إني لست براجع ودفع لهم سبع شياه من غنمه وقال لهم : اذهبوا بها معكم فإنكم إذا أوردتموها البئر ظهر لكم الماء حتى يكون عينا تجري فاملأوا واشربوا واسقوا مواشيكم ولا تقربها امرأة حائض. فرجعوا بالأغنام ، فلما وقفت على البئر ظهر لهم الماء فكانوا يشربون منها وهي على حالها لم تنقص أبدا ، واستمرت على تلك الحالة حتى أتت امرأة حائض واغترفت منها فغاض ماؤها. ورحل إبراهيم عليه السلام ونزل اللجون واقام بها ما شاء الله تعالى. ثم أوحى الله إليه أن انزل حبرى. فنزل بها ، ونزل عليه جبريـل وميكائيل عليهما السلام بحبرى وهما يريدان قـوم لوط عليه السلام" ( 2: 35 ج1).
8- شارع حارة الشيخ
ويقع في حارة أو حي أو محلة الشيخ علي البكاء. وقد ورد في بعض المصادر انه سمي " بالبكاء" لكثرة بكائه خشية الله. وورد في مصادر أخرى رواية تتعلق براهب صحبه أثناء حضوره إلى البلاد قادما من العراق (1 :73-74)، (2 :150 ج2)، (7 : 36)، (8 :32). وكان هذا الحي منعزلا عن مدينة الخليل ولكل منهما أبوابه الخاصة التي تغلق ليلا بعد صلاة المغرب منعا للمواصلة بينهما ومع بقية المقاطعات، وللمحافظة على الأمن والسكينة. ويروى أن من كان يريد من حارة الشيخ زيارة الخليل؛ كان عليه أن يلبس العباءة المخصصة لذلك والموجودة باستمرار في مسجد الشيخ علي البكاء ثم يذهب إلى المدينة.
9- شارع حبايل الرياح – شارع المدينة المنورة
ويمتد من مفترق شارع ممرا وحتى قرب مستشفى عالية من الجهة الشرقية. و"حبايل" جمع "حبلة". والحبلة هي قطعة الأرض في سفح الجبل. والشارع يمر من تلة أو جبل حبايل الرياح المكشوف من الناحية الغربية حيث تصطدم به الرياح الباردة القوية من جهة الغرب حين هبوبها شتاء وكذلك الرياح اللطيفة ذات النسيم العليل صيفا. وقد تم تعريض وتزفيت الشارع في الثمانينات بتمويل من المدينة المنورة حيث تم عمل اتفاقية توأمة بين بلدية الخليل وبلديتها فسمي باسمها أي : شارع المدينة المنورة.
10- شارع درج التنانير
وكان يربط بين بداية سوق القصبة وبداية شارع الشهداء من ناحية الغرب مارا بجوار محطة الحافلات المركزية التي حولتها سلطات الاحتلال الإسرائيلي إلى معسكر للجيش بجوار مدرسة أسامة بن منقذ والتي استولت عليها أيضا، وكانت تقوم على جانبه تنانير (جمع تنور) لصناعة الفخار.
11- شارع (زقاق) العميان
ويربط ما بين شارع باب الزاوية عند زاوية آل السعيد وأول طريق بئر السبع عند طلعة عبد شاكر عمرو.وسبب تسميته بشارع العميان هو كما يلي : كان للشيخ علي البكاء رحمه الله كرامات مختلفة في حياته وبعد مماته بقيت هذه الكرامات تؤثر في أهل حارته ، فقد تناقلوا على مستوى الحكاية الشعبية كرامة له من انه صانهم وحماهم من بطش جنود إبراهيم باشا أثناء ضربهم للثورة في الخليل في منتصف القرن الماضي ومفاد الحكاية: أن خيل المهاجمين اضطربت وأصيبتبالعمى أثناء مرورها في قصبة المدينة ودب الرعب في انفس الجند وسمي ذلك المكان "بزقاق العميان" ومازال يعرف بهذا الاسم (7 :26).
12- شارع زقاق فرن أم شحدة
ويتفرع عن شارع سبته مقابل مسجد الأنصار مارا بمبنى جامعة بوليتكنك فلسطين / قسم الهندسة الكهربائية، وكان يقوم في مكان التقاء الشارع المقصود وشارع سبته فرن كانت تملكه الحاجة عفيفة أحمد الجنيدي المكناة "أم شحدة" والمتوفاة في حوالي عام 1965م. وتم هدم الفرن حين جرى توسيع شارع سبته. وكان الشارع المقصود زقاقا ترابيا ضيقا تكسوه الشجيرات البرية الشائكة المتشابكة كالعوسج والسويد والبلوط، ولا زال يعرف الشارع بهذا الاسم إضافة لاسم "شارع أبو اكتيلا " نسبة إلى وادي أبو اكتيلا الذي يمر في المنطقة الغربية من الخليل. و" اكتيلا " اسم لإحدى الأعشاب البرية التي تنبت في جبال ووديان الخليل ، ويبدو أنها كانت تنبت بكثرة في هذا الوادي لدرجة تسميته بها.
13- شارع زقاق الهيش (شارع السلام) :
ويصل ما بين مربعة سبته ومفترق شارع الحاووز – عيصى. وقد كان في العهد الأردني زقاقا ترابيا ضيقا لا تمر منه سوى الدواب، وبصعوبة كبيرة شاحنات صغيرة حيث كانت الشجيرات الحرجية البرية الملتفة المتشابكة كالبطم والبلوط والسويد تنبت في الزقاق ، ويطلق على هذا التواجـدمن النبات (هيشBushes )، وقد تم توسيع الشارع وتهيئته وتقليل انحناءاته ثم تزفيته مرتين قبل أن يصبح بوضعه الحالي. وأطلق اسم (شارع السلام) لاحقا عليه وعلى شارع سبته حيث يشكل أحدهما امتدادا للآخر على جانبي مربعة سبته وذلك تيمنا وأملاً في أن يحل السلام في المنطقة.
14- شارع سبته :
ويمتد من مفترق "مربعة سبته" ويتجه شمالا حتى مفترق جامعة الخليل. وكانت تقوم هناك في ظاهر المسكوبية الشمالي خربة سبته بها أنقاض ومدافن منقورة في الصخر(1). ويكون الشارع الجزء الشمالي من "شارع السلام ".
15- شارع عين خير الدين:
وهو الشارع الذي يقع ما بين مبنى مديرية التربية والتعليم ومدرسة الحسين بن علي الثانوية تقريبا. ويطلق عليه وعلى شارع عين سارة "شارع الملك عبد الله ". وينسب اسمه إلى عين خيرالدين الواقعة على يسار مدخل ملعب مدرسة ابن رشد. ويروى أن الشارع والعينينسبان إلى"خيرالدين" والي الخليل الشامي الأصل في العهد العثماني، وكان رجلا عادلا وحازما، ومما يروى عنه في ذلك انه كان يأمر بإحضار كل لص ومعتد وعابث بأمن المواطنين ، ويطلب من جهاز الأمن أن يمدد الشخص على الأرض مستعملا فعل الأمر "سطحه" بمعنى مدده على سطح الأرض، ثم يًضرب الجاني على باطن قدميه حتى يعلن إقراره ثم توبته وتعهده بعدم تكرار فعلته. وبهذه الطريقة أشاع الأمن والنظام بين كافة مواطني المنطقة(2).
أما أخوه حسن بك والي يافا في نفس الفترة ، والذي ينسب إليه مسجد حسن بك في يافا، فكان رجلا عادلا وذكيا. ومما يروى عنه في ذلك أن أحد المواطنين شكا إليه يوما عن سرقة عدد من زهر القرنبيط المزروع في أرضه وتكررت السرقة والشكوى اكثر من مرة. فأمر الوالي بغـرز دبوس في زهرة كل قرنبيطة، وحين وصلته أول شكوى سرقة بعد ذلك، ذهب إلى سوق بيع الخضار، واتجه إلى أحد أكوام القرنبيط يتفحصه ، موهما البائع بإعجابه بالبضاعة مادحا إياها واهتمام مزارعها بها ، وهكذا كرر ذلك حتى وجد قرنبيطا عند أحد الباعة وقد غرز فيه من دبابيسه. وبهذه الطريقة اهتدى إلى السارق وأمر بإحضاره ومعاقبته بما يستحق(3).
16- شارع عين سارة :
ويبدأ من مفترق شارع "ممرا" وشارع "قرن الثور" مرورا بمدرسة الحسين بن علي– وكان اسمها سابقا مدرسة بيلي(1)- وينتهي عند مفترق الحرس. وكان يطلق على مكان الشارع "وادي سارة"، ومن شمال المفترق الحرس يطلق عليه شارع القدس. وينسب اسمه إلى "عين سارة" التي تقع على الجهة اليسرى للشارع مقابل مدرسة الحسين إلى الشمال قليلا. وقد ورد ذكرها في "بلادنا فلسطين": "بظاهر البلد بين الكروم، منبعها قريب من حوضها". و"سارة" كلمة معناها "أميرة"(2)، و"سارة" زوجة إبراهيـم عليه السلام وهي ابنة عمه هاران، كان اسمها "يسارة"، واليها تنسب تسمية العين (النبع) والشارع والحي كذلك. وقد ذكر "عين سارة" هذه الشيخ إبراهيم بن زقاعة(3) في شعره قبل اكثر من ستمائة سنة حيث قال :
فعين سارة لا أنسى مواردها وعين حلحول أعني عين ذا النون
ويطلق عليه وعلى شارع عين خيرالدين "شارع الملك عبد الله" أيضا.
17- شارع عيصى :
ويتفرع عن شارع الحاووز أو شارع بئر السبع متجها إلى غرب مدينة الخليل. وعيصى في اللغة تعني المنطقة ذات الأشجار الكثيفة الملتوية، وهذا لا زال ظاهرا في ما تبقى من الأشجار ، البرية منها، الموجودة في منطقة عيصى والتي تقع إلى الغرب من مدينة الخليل.
18- شارع وادي التفاح القديم :
ويمتد ما بين منطقة باب الزاوية، وتحديدا البنك الإسلامي ، ومفترق "مربعة سبته ". ويعرف كبار السن أن الأراضي من حوله كانت تزرع فيها أشجار التفاح التي تتطلب المناخ البارد والتربة الطينية السميكة التي تحتفظ بالرطوبة صيفاً، وهذا ما ينطبق على منطقة الوادي. وكان يمر من الجانب الشمالي للشارع سيل ماء ينبع من عين خير الدين، وكانت تكثر فيه الضفادع وعلى جانبيه ينمو القصب. ومن أطرف ما يذكر عنه أن الجزء الواقع منه ما بين مفترق شارع "قرن الثور" و "مربعة سبته" قد تم تعبيده وتزفيته في خطين متوازيين عرض الواحد منهما حوالي 80 سم ، أي تم تزفيت مكان سير إطارات السيارات فقط، وتركت المسافة بينهما بدون تزفيت في الخمسينات، وذلك بهدف اقتصادي، فكان يشبه سكة الحديد، مما دعا المواطنين إلى إطلاق اسم "القطار أو الترين Train" على حافلة الخط الداخلي التي كانت تنقل المواطنين عبر ذلك الشارع. ويطلق عليه "شارع الملك حسين" أيضا.
19- شارع وادي التفاح الجديد (شارع العدل) :
وقد أنشئ في السبعينات موازياً لشارع وادي التفاح القديم من جهة الغرب عبر الأراضي الزراعية الخصبة. وكانت تقوم مكان بدايته محطة تشحيم وغسيل للسيارات ومقهى باسم "قهوة اللاجئين" من جهة الشرق. وفي الثمانينات – حين عين مسؤول دائرة أملاك الغائبين اليهودي "زمير شيمش" رئيسا لبلدية الخليل- تم إجراء تعديل على الجزء الغربي من الشارع وحتى التقائه بشارع زقاق الهيش إثر خلاف بين أصحاب الأراضي مما دعاه إلى تسمية الشارع بشارع العدل على اعتبار أن الوضعية الجديدة للشارع هي الوضعية الصحيحة العادلة.
وهناك شوارع أخرى كثيرة في الخليل بعضها له مناسبة وسببا في تسميته وردت في بعض المصادر كشارع ممرا(1) أو " نمرا " كما يلفظه المواطنون نسبه إلى "عين ممرا" الواقعة في المنطقة الشمالية من الخليل(2) والتي اتخذ الأمير الأموري المسمى"ممرا " من موقعها سكنا له. أقام إبراهيم عليه السلام مخيمه في موقعها. وشارع الزاهد نسبة إلى الشيخ عيسى الزاهد(3) وغير ذلك من الشوارع.