خامسا :عيون الماء:
وكان يوجد 25 ينبوعا من الماء في مدينة الخليل منها:
1- عين عـرب:
تقع في شارع وادي التفاح القديم من ناحية الغرب، وقد هدم البناء الذي كان فوقها وأعيد بناؤه مرتين بهدف توسيع الشارع من جهة والمحافظة على العين من الناحية التراثية من جهة أخرى، علما بأنها نضبت مؤخرا وألغيت وأصبح البناء فوق مكانها مجرد شاهد عليها وعلى موقعها. وماء عرب، بكسر الراء، بمعنى كثر، والتعريب الكثير من الماء الصافي، وبئر عربة كثيرة المياه، وعرب النهر كثر ماؤه، ومن هنا يبدو أن الجزء الثاني من "عين عرب" يلفظ بكسر الراء وليس بفتحه، وبالتالي لا علاقة بلفظ" عرب" بفتح الراء، بعين الماء هذه. ويبدو أن مياه هذه العين كانت غزيرة وكثيرة أعطتها الكثرة اسمها فأصبحت " عين عرب". وقد ينطبق ذلك على عيون العروب بين الخليل والقدس، ووادي عربة جنوب البحر الميت، وذلك بكسر الراء في كلمة "عربة" بدل فتحها، حيث تتجمع المياه من مختلف السيول على الجانبين السحيقين للوادي إلى أن تصب فيه فتجري خلاله بكثرة.
وهناك رواية أخرى تذكر أن شخصا اسمه "عرب القصراوي" أقام البناء عليها ثم قام والي الخليل خير الدين بمد خط مياه منها إلى المدينة(1).
2- عين العسكر:
وكانت تقع في أول سوق القصبة من ناحية الغرب في وسط الساحة التي لا زالت تحمل اسمها حتى اليوم. وينسب اسمها هذا إلى عسكر "جنود" جيش الدولة العثمانية الذي كانوا يقيمون مركزاَ لهم هناك. وكانت بلدية الخليل تشغل مبنى يطل على الساحة تشغله حاليا جمعية سيدات الخليل الخيرية للقيام بأحد نشاطاتها الخيرية من خلاله. وذكر في كتاب" مدينه خليل الرحمن" أن عنابر الجيش العثماني كانت في ساحة محطة الباصات المركزية بجانب مدرسة أسامة بن المنقذ و بجانب الحرم الإبراهيمي الشريف وفي حلحول والظاهرية(2).
3- عين وشارع وادي القناة :
وهي على يسار الشارع الذي يصل شارع سبته بشارع وادي أبو اكتيلا. كانت تزود الحرم الإبراهيمي الشريف بالمياه عبر قناة من مواسير فخارية تسير مع التقاء الوادي بالجبل، ولا زال قسم منها ظاهرا حتى أيامنا هذه في الجانب الشرقي من شارع سبتة، ويبدو للعيان جدار حجري أثري محاذي لها في المنطقة.
هذا وقد مر ذكر عيون ماء مع تفاصيل لتسمياتها حين تم الحديث عن الشوارع التي سميت نسبة إليها مثل: عين خير الدين، وعين سارة. كما ذكرت المصادر المختلفة عيونا كثيرة مع ما يفيد بأسباب تسميتها أو تاريخها مثل: عين ممرا(1)، وعين ننقرEl’unqur (2)، ذكرتها الفرنجة في العصور الوسطى، محرفه ، وعين قشقله(3) الواقعة في حارة الشيخ علي البكاء، وذهب بعضهم إلى أن قرية "اسكول Escol " أيام الرومان كانت تقوم على هذه العين، والراجح أن جواسيس موسى عليه السلام قد أخذوا معهم من رمانها وتينها وعنقوداً من العنب الذي لزم رجلان لحملة ويظهر مرسوما على بعض الحافلات السياحية.
وذكرت تلك المصادر عيونا أخرى وحددت مواقعها وكانت معروفة منذ القدم ومن أشهرها : عين الطواشي، عين المسجد، عين السميقه ، عين الحمام ، عين حبرى(4) وغيرها.