ابن فلسطين .....عضو .....
عدد الرسائل : 4 العمر : 34 المزاج : 0 : .. : تاريخ التسجيل : 11/05/2008
| موضوع: اعظم اسباب الفلاح في النيا والاخره جهاد النفس الثلاثاء يوليو 08, 2008 2:23 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين
يعد هذا أول موضوعاتى فى منتدى حمساوي
وفقنا الله وإياكم قال تعالى( وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى )صدق الله العظيم جهاد النفس يعني ترويضها وتأديبها وكبح جماحها لتلتزم بأوامر الله تعالى وتجتنب نواهيه ،هذه المجاهدة امر شاق ولازم و مستمر ،شاق لما جبلت عليه النفس من هوى وشهوات ، ولازم لأن جهاد النفس هو السبيل الوحيد للفوز بمرضاة الله سبحانه وتعالى ،ومستمر مادام الإنسان حيا ومادامت نفسه ملازمة له تأمره بما تهوى في معنى جهاد النفس يوضح الدكتور محمد سليمان فرج العلاقة بين النفس والعقل والروح والجسد موضحا ان الاسلام جعل المسلم مسؤولا عن عمله اذا كان بالغا مختارا ،هذا التكليف الالهي مناطه العقل ، فالعقل هو الذي يحكم على الاشياء ويميز منها النافع والضار وهو الذي يوجه الانسان ويوجه طاقاته ،والانسان يتكون من روح وجسد ،لأن الحياة لا تتم بالروح فقط ولا بالجسد فقط ،والنفس في الانسان قد تكون هي موضع الشبهات والنزوات والميل الى الامور التي فطر الانسان عليها ويسعى اليها بطبيعته ورغبته وقد جاءت شريعة الله تبارك وتعالى لتجعل العقل يحكم على النفس بألا تتعدى حدود الله تبارك وتعالى وان تلتزم بما شرعه اله عز وجل ، لأن ماشرعه الله تعالى هو الخير كله لمن أراد خيري الدنيا والآخرة ،فالنفس بطبيعتها امارة بالسوء كما قال تعالى "ان النفس لامارة بالسوء إلا ما رحم ربي " ، ولكن بتهذيبها وتزكيتها تصل الى درجات اليقين ومراتب الصالحين.
جزاء جهاد النفس جعل الله سبحانه وتعالى جهاد النفس اعظم اسباب الفلاح والفوز والنجاح في الدنيا والآخرة قال تعالى " واما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى" أي ان من خاف جلال الله تعالى وعظمته ونجح في تهذيب نفسه فإن مأواه الجنة ونعيمها وفي السورة ذاتها يقول اله تعالى : " فأما من طغى وآثر الحياة الدنيا فإن الجحيم هي المأوى" إذا طغت النفس واستبد بها الهوى واستسلمت للشهوات فإن الجحيم هي المأوى هذا يعني ان الفلاح والفوز يكونان في نجاح الانسان في تهذيب نفسه وتهذيبها يكون بالمجاهدة قال تعالى : " والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله مع المحسنين" فجهاد النفس له منزلة كبرى وثمار عظيمة ، يقول صلى الله عليه وسلم " المجاهد من جاهد نفسه في ذات الله" وهو يثمر التقوى والقرب من الله تعالى ويصل بالمؤمن الى آفاق عليا ودرجات ساميه من الشفافية والسمو والرقي الروحي. لا ينتهي جهاد النفس من اول البلوغ الى ان يلقى ربه سبحانه وتعالى ، حتى ان الجهاد يكون عند سكرات الموت فالشيطان يتعرض للانسان عند الموت ليصرفه عن دينه ويحاول ان يميته على غير الاسلام ،لكن هناك درجات للجهاد ، فهناك اوقات يحتاج جهاد النفس فيها الى عزيمة وقوة كما هي الحال عندما يكون الانسان في شبابه ، ومعلوم ان ثورة الشباب تحتاج الى نوع من العزيمة والايمان والتقوى ، أما بعد ان تتهذب نفس الانسان ويصل الى سن العقل والرزانة يكون الجهاد موجوداولكن لا يحتاج الى القدر ذاته من الهمة والعزيمة اللتين كان يحتاج اليهما في وقت تأجج الإغراءات.
أسلحة جهاد النفس يحتاج الانسان في جهاد نفسه الى اسلحة وادوات تعينه في مهمته الشاقه في مقدمتها الاستعانه بالله وهنا نقطة مهمه جدا،فمن الناس من يظن انه بنفسه وبهمته وبذكائه وبقوته فقط ،وينسى ان الله تعالى قال " إيّاك نعبد وإيّاك نستعين " بمعنى لا نعبدك ولا نستطيع ان نجاهد انفسنا لتقوى على العبادة الا بمعونتك يارب ،لذلك أمرنا ان نقول "لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم " التي اخبر النبي صلى الله عليه وسلم انها كنز من كنوز الجنة ،وقال العلماء في تفسيرها " انه لا حول عن معصية الله ولا قوة على طاعة اللل ، الا بتوفيق ومدد وعطاء من الله تعالى" هنا ربما يتبادر الى الذهن سؤال : اذا كان الانسان يستطيع ان يجاهد نفسه ولا يستطيع الطاعه الا اذا وفقه رب العالمين ، فما ذنب من لم يوفقه الله ؟ الجواب ان رب العالمين لا يظلم احدا " وما ربك بظلام للعبيد" ، وقال عز وجل "إن الله لا يظلم الناس شيئا" ولكن الله تعالى يعطيكل عبد ما يستحق يختار ويكسب ، بمعنى ان الله تعالى يعلم من الانسان ميله ورغبته في الخير فيوفقه اليه ويعلم ميله للشر والمعصيه فلا يوفقه للخير ضرب العلماء لذلك مثلا فقالوا ان الانسان اذا اراد ان يخرج مالا يتصدق به لوجه الله تعالى فإنه هنا نوى الخير لما عرفه بإيمانه من ثواب عظيم واجر جزيل للصدقة ولثقته في قوله تعالى "وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه " ، وقوله صلى الله عليه وسلم " ما نقص مال من صدقه " ، ولكن هذا الانسان لا يملك لمال بنفسك والذييملك المال هو الله ، والذي يعطيه القدرة على ان يتصدق هو الله سبحانه وتعالى ، فلما علم عز وجل نيته في الصدقه قدره ورزقه وأعانه ووفقه الى اخراجها الا ان بعض النفوس تكون ضعيفة الايمان فيظن صاحبها انه لو تصدق ينقص ماله او لو انه اعطى الفقير فلن يتمتع بكل مايملك من مال ، لذايشح ويبخل وينوي انه لن يستطيع ان يخرج هذا المال، فنيته بنيت على عدم رغبته في الصجقه لشحه وعلى عدم ايمانه بالرزاق وخوفه من الفقر واعتقاده ان الصدقه تنقص المال ، وعندما يضعف الانسان ولا ينوي الصدقه او يضعف ولا ينوي العبادة او الصلاة تكاسلا ورغبة في الخلود الى الراحة وهذه فترة الكسل الموجودة في النفس البشرية فإن الله تعالى لا يوفقه الى عمل الخير.
العزيمة القوية وهي ثاني أسلحة مجاهدة النفس وتأتي العزيمة القوية والإرادة والتصميم من معرفة حقيقة الخير فالإنسان عندما يريد ان يصلي مثلا وقد قرأ عن فضل الصلاة وعلم انها عماد الدين وانها قربى من الله عز وجل ولها ثواب عظيم في أعلى درجات الجنه وأن صاحبها يكون مع النبيين والصديقين ويحشر مع الملأ الأعلى والصالحين وأن من يقصر في الصلاة ينال غضب الله عز وجل. قال تعالى " فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا" وقال عز من قائل "فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون" و "ويل" اسم واد في جهنم تستغيث النار من شدة حره ،ويتدبر قوله صلى الله عليه وسلم "من ترك صلاة -وفي رواية البخاري (صلاة العصر) فكأنما وتر أهله وماله" ،فعندما يعلم الإنسان هذا الكلام تشتد عزيمته ويقوى قلبه على مخالفة الشيطان ومجاهدة نفسه التي تهوى الكسل. مصاحبة الصالحين من اسلحة جهاد النفس القرب من الصالحينومصادقة الاخيار الذين يعينون على الطاعه ، اما مصاحبة الاشرار فهي سبب غفلة القلب ومدعاة قسوته وسبيل للبعد عن الله تعالى، كذلك من الاسلحة القويةالتي تفيد في جهادالنفس مدارسة العلم والتقرب الى العلماء والحرص والابتعاد عن اماكن الريبة ومواطن الفساد. شغل النفس بالخير عمرالانسان هو اغلى واثمن مايملك فالمال يأتي ويروح وان لم يأت يساوي الموت بين الغني والفقير، والصحة تزول وتأتي ولو لم يشف الانسان فهو يخلق خلقا جديدا عندما يخرج من قبره والولد ان فقد يأتي غيره وان لم يأت غيره فإنه يلقاه في الآخرة ، لذا فإن اغلى مايملك الانسان هو وقته لأن الوقت لا يسترد ابدا واذا كان الوقت اثمن ما يملك الانسان فالفراغ من اخطر الآفات التي تؤدي بالانسان الى الذنوب والغفله وعدم جهاد النفس ، قال الامام الشافعي " الوقت كالسيف ان لم تقطعه قطعك ، وعليك بنفسك ان لم تشغلها شغلتك ،يعني ان لم تشغلها بالخير شغلتك بالشر ، فالانسان لا يمكن ان تتركه نفسه هملا بغير عمل وهي اما تشغله بشر اذا كان غافلا وتفتح له ابواب المعاصي والذنوب اما المؤمن فيشغل نفسه بالطاعات ويملأ وقته بالخيرات ويرتب لنفسه برنامج عمل ايماني يوميا يقرب قلبه الى الله ويزكي نفسه ، يشمل هذا البرنامج ان يحرص المسلم على قراءة القرآن الكريم وان يذكر الله تعالى كثيرا " يا ايها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا" اخيرا .. فإن على الانسان ان يسارع باستمرار الى التوبة ومحاسبة النفس ومن لم يحاسب نفسه ويأخذ عبرة من تقصيره فإنه يظل في غفلة يزينها له الشيطان في حين ان التوبة والندم يجددان العهد مع الله ويقويان الصلة بين العبد ومولاه.
| |
|
بنت الخليل مستشارة ادارية
عدد الرسائل : 956 العمر : 32 المزاج : 0 : .. : تاريخ التسجيل : 25/05/2008
| موضوع: رد: اعظم اسباب الفلاح في النيا والاخره جهاد النفس الثلاثاء يوليو 08, 2008 8:58 pm | |
| موضوع مميز مثل كاتبه جزاك الله خيرا | |
|