زهرة الحب .....عضو .....
عدد الرسائل : 98 العمر : 35 المزاج : 0 : .. : تاريخ التسجيل : 16/03/2008
| موضوع: الاستغفار وتأثيره على النفس الإثنين أبريل 21, 2008 1:16 pm | |
| المؤمن المراقب لله - تعالى -في كافة أفعاله، تقل أخطاؤه، وإذا حدث أن زلّت قدمه فأخطأ
يذكر الله، ويرى عظم خطيئته فيقلع نادماً، ويستغفر، قال - تعالى -: {إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون} [سورة الأعراف: الآية 201].
و الله - سبحانه وتعالى - يذكر صفات المؤمنين الذين يستحقون مغفرته بقوله: {والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله، ولم يُصرِّوا على ما فعلوا وهم يعلمون، أولئك جزاؤهم مغفرة من ربهم} [سورة آل عمران: الآية 135].
و هذا الأسلوب التربوي الرباني يتطابق مع أحدث مبتكرات الطب النفسي بالمعالجة بالتحليل النفسي لكثير من الأمراض النفسية التي ترجع إلى عقد نفسية ناجمة عن الكبت المرضي. وخلاصة هذه المعالجة أن يعترف المريض أمام طبيبه بأخطائه، فيراها ويشعر بها وتحدث مهادنة بين النفس والضمير وإذا ما تسامح الضمير وحصل الصفاء بينه وبين النفس زالت العقد النفسية وشفي المريض. والعقد النفسية ليست وهماً فهي تسبب مظاهر مرضية حقيقية مزعجة
و الاستغفار ما هو إلا اعتراف بالذنب أمام خالق الإنسان ومبدعه، فالمؤمن يستغفر وهو موقن بعفو الله ومغفرته، و هذا أدعى لتخلصه وشفائه مما يعانيه من اضطراب. والقرآن الكريم يحدثنا عن مرض سيدنا أيوب - عليه السلام - واستشفائه بالاستغفار:
{وذا النون إذ ذهب مغاضباً فظن أن لن نقدر عليه فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين. فاستجبنا له ونجيناه من الغمّ وكذلك ننجي المؤمنين} [سورة الأنبياء: الآية 87].
عن سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " دعوة ذي النون إذ دعا ربه وهو في بطن الحوت: " لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين " لم يدعُ بها رجل مسلم في شيء قط إلا استجيب له " [رواه الترمذي والإمام أحمد وصححه ووافقه الذهبي].
و الاستغفار بلا شك مدعاة لنيل رحمة الله - تعالى - وما عنده من خير. قال - تعالى -: {فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفاراً، يرسل السماء عليكم مدراراً، ويمدكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهاراً} [سورة نوح: الآية 10].
قال ابن القيم: وأما تأثير الاستغفار في دفع الهمّ والغمّ والضيق فلما اشترك في العلم يه أهل الملل وعقلاء كل أمة: أنّ المعاصي والفساد توجب الهمّ والغمّ والخوف والحزن وأمراض القلب، حتى إنَّ أهلها إذا قضوا منها أوطارهم وسئمتها نفوسهم: ارتكبوها دفعاً لما يجدونه في صدورهم من الضيق والهمّ والغمّ | |
|