نفت مصادر سياسية رفيعة المستوى في حركة المقاومة الإسلامية "حماس" وجود أي ترتيبات حتى الآن للقاء قمة بين رئيس السلطة محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" خالد مشعل في العاصمة السورية دمشق.
وانتقدت التصريحات الاستباقية التي أطلقها عدد من المقربين من رئيس السلطة محمود عباس من أنه لن يلتقي قادة "حماس" ولا قادة الفصائل الفلسطينية في دمشق، واعتبرت ذلك "انعكاساً لاستمرار الفيتو الأمريكي ـ الإسرائيلي على الحوار الوطني الفلسطيني".
وأكد عزت الرشق، عضو المكتب السياسي لحركة "حماس" في تصريحات لـ "قدس برس" استعداد الحركة للقاء مع الرئيس محمود عباس، وقال: "إلى الآن ليست هناك أي ترتيبات للقاء قمة بين عباس ومشعل، وليس هنالك على جدول مواعيد الأخ خالد مشعل أي شيء من هذا القبيل، والمسؤولون السوريون وعلى رأسهم الرئيس بشار الأسد الذي استقبلنا قبل أيام، وأكد لنا حرص سورية على وحدة الصف وعلى إنجاح الحوار الفلسطيني، وأبدوا استعدادهم للمساعدة في إنجاح الحوار ووعدوا أنهم سيبذلوا مساعيهم من أجل إنجاح مساعيهم بحكم دورهم القومي وموقعهم في رئاسة القمة العربية، ولذلك فموضوع اللقاء مع الرئيس عباس قضية تركت لمساعي الأطراف إن كان هناك قبولاً واستعداداً لدى عباس، وعموما "حماس" ترحب بـأي لقاء".
وانتقد الرشق تصريحات المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة الرافضة لأي لقاء بين عباس وقادة "حماس" وبقية الفصائل في دمشق، وقال: "هذا التصريح لا ينم عن نوايا إيجابية ولا عن نية صادقة تجاه الحوار الفلسطيني، فالحرص على أن عباس لن يلتقي بقادة الفصائل الفلسطينية ومنهم قادة "حماس" إشارة سلبية ولا تنم عن حس وطني، ونحن في "حماس" نرحب باللقاء إن طلب عباس ذلك، ولكن إن كان عباس لا يرغب في اللقاء مع مشعل فهذا يعني أن الفيتو الأمريكي ـ الإسرائيلي لم يرفع بعد، لهذا لاحظنا أن الدعوة التي أطلقها الرئيس محمود عباس للحوار أفرغت من مضامينها بعودة مستشاريه لطرح الشروط التعجيزية القديمة، وإلا فإنه لا لقاءات لا مع "حماس" ولا مع باقي الفصائل الفلسطينية، ونحن نأمل أن يتحرر الرئيس محمود عباس من هذا الفيتو لبدء الحوار الوطني".
على صعيد آخر؛ أعرب الرشق عن مخاوفه من أن التهدئة التي بدأ تنفيذها منذ عدة أيام مع الصهاينة في غزة قد لا تصمد طويلا "إذا لم تتوسع لتشمل الضفة الغربية وتلتزم إسرائيل بكافة بنودها"، وقال: "التهدئة التي وقعت تمت باتفاق فلسطيني، فهذه مصلحة وطنية من أجل وقف العدوان وفك الحصار الجائر، ونحن بكل المقاييس اعتبرنا التهدئة نقطة لصالح المقاومة، ونحن حريصون على استمرار هذه التهدئة، لكننا نشك أن تستمر طويلاً بسبب النوايا الإسرائيلية العدوانية والممارسات الإسرائيلية التي تنتهك هذه التهدئة التي ستبقى هشة بسبب الموقف الإسرائيلي وإصراره على إخراج الضفة منها، وهذا أمر قد يجعلها في مهب الريح، لأن استمرار استفزاز مشاعر شعبنا في الضفة وغزة قد يعصف بهذه التهدئة في أي لحظة"، على حد تعبيره.
وأشار الرشق إلى أن البون بين "حماس" والاحتلال بشأن صفقة تبادل الأسرى لا يزال بعيداً، وأن موقف تعليق المفاوضات غير المباشرة الذي اتخذته "حماس" كان تعبيراً عن هذا البون، وقال: "بالنسبة لقضية الجندي الإسرائيلي شاليط، نحن قررنا وقف المفاوضات غير المباشرة أولاً بسبب الاختراقات الإسرائيلية المتكررة للتهدئة وعدم التزامها ببنود التهدئة، وهو ما وضع علامات استفهام كثيرة حول الجدوى من أي اتفاق لا تلتزم به إسرائيل، بالإضافة إلى المماطلة الإسرائيلية لتفريغ الصفقة من محتواها، فحتى الآن وافقت إسرائيل على إطلاق سراح 70 معتقلاً فلسطينياً من ضمن 450 معتقلا قدمتهم "حماس" فالبون لازال شاسعاً، وما يجري هو محاولة لإفراغ الصفقة من مضامينها، ولذلك قررنا تعليق المفاوضات غير المباشرة حتى يلتزم الإسرائيليون بالتهدئة وحتى يعطوا الإشارات الجدية لإمكانية التوصل إلى اتفاق بشأن أي صفقة مرجوة".
هذا ودعا الرشق مصر والسلطة الفلسطينية إلى الدخول في حوار من أجل وضع حد لإغلاق معبر رفح، وقال: "قضية معبر رفح مازالت مستمرة، ونحن قلنا بكل وضوح للإخوة المصريين بأنه لا مبرر لاستمرار إغلاق معبر رفح في الوقت الذي تفتح فيه إسرائيل المعابر، ولذلك نعتقد أن فتح معبر رفح هو قرار فلسطيني مصري، وأبدينا استعداداً لدراسة هذا الأمر مع مصر ولم نمانع من مشاركة الرئيس محمود عباس أو من يمثله لوضع ترتيبات عملية لفتح المعبر"، على حد تعبيره.
الأحد يوليو 06, 2008 9:27 pm