اللي من الله يا محلاه:
هذه الكلمة التي قالتها أم الشهيد نائل شحدة اللداوي (22 عاماً) وهي تتحدث عن ذكري ولدها الذي استشهد بتاريخ 22 تشرين الثاني/نوفمبر من عام 2000م، وتقول: 22 سنة عشتها مع نائل، كل يوم فيه ذكري، ابني نائل هو البكر. كان أول فرحة فرحتها، كان نور عيني، ولكن أنا سعيدة بشهادته في سبيل الله وسبيل الوطن .
وتضيف والدة الشهيد حسني، التي استشهد ابنها البكر (23عاماً) أثناء قصف قوات الاحتلال لبناية في منطقة الشيخ رضوان بمدينة غزة، في حين اعتقل ابنها الأصغر سناً علي (21 عاماً) معني جديداً من معاني الصمود والصبر، فتقول: الشيء الوحيد الذي يعزيني هو إيماني بالله، وأنه قدر كتب علي كل مسلم، وأن ابني لم يمت إلا شهيداً. فلوعة الفراق يعيشها كل إنسان، فما بالك بالأم التي حملت ابنها وأنجبته وكبر وترعرع أمام عينها؟ فليس من السهل أن تخسره بين يوم وليلة، ولكن الآن وبعد انقضاء فترة علي استشهاده يزيد الصبر داخلي الذي أنزله الله علي منذ استشهاد ابني، وشيئاً فشيئاً أصبحت أكثر قوة وعزيمة وصبراً بإذن الله، وقد عدت حديثاً من عمرة أديتها طلبت من الله أن يجزيني بها خيراًُ ويعوضني عن لوعة فراقي لأولادي .
بإمكانك يا أمي أن تنجبي آخرين، وعندك الآن ستة أولاد يكفيك منهم ثلاثة، وهبي لله ثلاثة . وتكمل والدة الشهيد مهند سويدان حديثها، حيث عششت مشاعر متداخلة، ربما الحزن، وربما الفرح، ولكن المؤكد أنها كانت مشاعر بطعم الصبر: باسماً قالها، وعيناه تحوطانني بالدفء والحنان، ثم ودعني وطبع قبلة علي جبيني ومضي، فقد كان علي موعد مع الله، وذهب ليلقاه شهيداً مساء يوم الخميس 21/6/2001م في كمين نصبه له جيش الاحتلال أثناء محاولته تسلق جدار مستوطنة كسوفيم جنوب مدينة غزة . وتتحدث أم مهند عن ولدها مفاخرة، وشاكرة لله علي قضائه: الحمد لله الذي شرف ابني بشهادة في سبيل الله، فقد أوصاني ألا أبكي عليه، وإذا رزقني الله بطفل فلتسميه يحيي تخليداً لذكري الشهيد يحيي عياش. فقد كان مهند يحب الشهادة ومكانة الشهداء .