أبوجهادالقسامي مشرف قســم
عدد الرسائل : 387 العمر : 38 المزاج : 0 ا المهنة : : .. : تاريخ التسجيل : 05/06/2008
| موضوع: نساء فلسطينيات في الانتفاضة تضامنت مع ابنها الأسير فلحقت بابنها الشهيد الأربعاء يونيو 18, 2008 6:16 am | |
| عائشة محمد حماد الزبن أسلمت الروح إلي بارئها مساء الأحد الموافق 30 آب (أغسطس) من عام 2004 عن 55 عاما قضتها أمّا للشهداء والأسري، عاشت علي أمل حريتهم، وماتت من أجلهم. وتربي في بيتها القادة الشهداء أيمن حلاوة ومهند الطاهر، ومن بيتها أيضا خرج الأبطال إلي ساحات القتال. وكانت قد تقدمت لأداء فريضة الحج مرتين، فلم يكتب لها ذلك، وانتقلت إلي جوار ربها قبل أن تنعم بلقاء ابنها أو أداء فريضتها.
كانت عائشة الزبن تحلم بيوم تحتضن فيه نجلها عمار في وطن لا يعرف الاحتلال الذي حرمها من نجلها بشار قبل نحو عشر سنوات. ولكن حلمها لم يتحقق، وغادرت شهيدة وهي مصرة حتي آخر لحظات حياتها علي مشاركة نجلها عمار آلام الجوع التي يعيشها في سجون الاحتلال ثمنا لمحاولته تحرير أرضه من دنس الاحتلال وهو يقضي حكما بالسجن المؤبد 27 مرة، إضافة إلي خمسة وعشرين عاما.
عائلة الزبن واحدة من تلك العائلات التي قدمت لفلسطين وشعبها الكثير مما يمكن لأي عائلة في حجمها أن تقدمه، فهذه العائلة مكونة من أب وأم وخمسة أبناء أكبرهم بشار الذي قضي خمس سنوات من عمره في سجون الاحتلال إبان الانتفاضة الأولي بتهم تتعلق بانتمائه لحركة حماس، ليفرج عنه عام 1993 ثم يستشهد بعد عام واحد علي خروجه من السجن.
وأما عمار، فله قصة أخري مع الاحتلال، فهو أحد قادة كتائب الشهيد عز الدين القسام البارزين، وكانت له صولات وجولات في ميادين الجهاد برفقة مهند الطاهر وأيمن حلاوة ومحمود أبوهنود، قبل أن ينكشف أمره ويعتقل عام 1997، وله اليوم ابنتان: بشائر وكانت في عامها الثاني، و بيسان وولدت بعد اعتقال والدها ولم تره منذ ذلك التاريخ، حيث وجهت له عدة تهم تتعلق بنشاطه في صفوف الكتائب ومسؤوليته عن عدة عمليات استشهادية. وهكذا، بقيت أم عمار مع واحد فقط من أبنائها الثلاثة.
ورغم ما كانت تعانيه أم بشار من أمراض كالضغط والسكري وإصابتها بجلطة قبل أربعة أشهر من وفاتها، إلا أن معايشتها لمعاناة الأسري، ومن بينهم ابنها عمار، كانت أقوي من أن تقف كل أسقام الدنيا حائلا أمام عزيمتها وثباتها، فخاضت إضرابا مفتوحا عن الطعام منذ اليوم الأول لبدء الإضراب في السجون، في إصرار عجيب عجز عنه الأصحّاء، وكانت تتواجد في خيمة الاعتصام بشكل يومي، تحمل صورة الابن الغائب في سجون الاحتلال، وتجلس إلي جانب أمهات الأسري لتخفف عنهن بعضا مما يعانينه جرّاء غياب أبنائهن.
ومع استمرارها بالإضراب عن الطعام، أصيب جسدها بالهزال والضعف العام، إلي أن أصابتها نوبة قلبية حادة، فتم نقلها إلي مستشفي المقاصد بالقدس وأجريت لها عملية قسطرة، وتقرر إجراء عملية جراحية لها لفتح الشرايين قريبا. وخلال وجودها في القدس المحتلة لم تكن لتنقطع عن فعاليات الأسري، حتي وهي في هذه الحالة الصحية الصعبة، إذ كانت في خيمة الاعتصام المقامة هناك.
ومنذ اليوم الأول لإقامة خيمة التضامن مع الأسري في نابلس، واظبت عائشة الزبن علي الحضور كلّ صباح والمغادرة في المساء. فقد ذكر معتصمون في الخيمة المقامة وسط نابلس، أن والدة الأسير عمار الزبن ـ الشهيدة عائشة ـ شعرت قبل أربعة أيام بألم في صدرها بينما كانت في خيمة الاعتصام في المدينة، ما استدعي نقلها إلي طبيب أوصي بنقلها إلي المستشفي بعد أن أوضح لأسرتها أن ثلاثة من شرايين قلبها باتت مغلقة. ولكن الشهيدة، وما ان وصلت مستشفي المقاصد حيث حوّلت، حتي توجّهت إلي خيمة الاعتصام المقامة في القدس تضامنا مع الأسري. محاولات حثيثة بذلها الأقارب والأحباب لثنيها عن مواصلة الإضراب، لكنها كانت تواجههم بسؤال يكشف عن حجم مشاعر الأمومة التي تحملها تجاه ابنها: كيف لي أن آكل وعمار مضرب عن الطعام ؟
وبعد أن حرمت من زيارة ابنها عمار في سجن عسقلان بسبب ظروف الانتفاضة واعتلال صحتها، نقل إلي العزل، فحرمت من سماع صوته علي الهاتف، ولم يرِدْها أي اتصال من عمار لعشرة شهور، عوضا عن زيارته الممنوعة، مما فاقم قلق والدته التي كانت تزداد توترا و حزنا حين تتحدّث لأطفاله الذين لم يشاهدهم.
واتحد الجوع مع القهر، ما جعل قلب الأم المقسوم شطرين بين السجن وخيمة الاعتصام أضعف من الصمود أمام فكرة الموت البطيء الذي بات يحاصر الابن الثاني في زنزانته.
وتوضح دلال محمود الزبن التي لم تتمكن من زيارة زوجها ـ عمار الزبن ـ غير مرتين منذ اعتقل قائلة: دون توقف كنا نحاول ثنيها عن مواصلة الإضراب الذي باشرته مع إعلان الأسري إضرابهم، لكنها كانت ترفض، وتقول: كيف لي أن أتناول الطعام وعمار مضرب عنه ، وتضيف دلال: إن حالة من القلق والغضب والحزن تراكمت في نفسها إثر إضراب الأسري المتواصل عن الطعام وقادت إلي استشهادها. ففي القدس وبعد أن أدخلت المستشفي وحدّدت لها عملية في وقتٍ لاحق، عادت من جديد للاعتصام في الخيمة المقامة في القدس وبقيت تتردّد عليها يوميا، وخلال هذه الفترة ظلّت حالتها تتراجع مما حدا بالأطباء إلي إجراء عملية لها، تكلّلت بالنجاح، ولكن حالتها انتكست بعد ساعاتٍ و فارقت الحياة . وشيّعت جماهير نابلس جثمان الشهيدة عائشة الزبن، انطلاقا من ذات الخيمة التي كانت أحد المواظبين علي الاعتصام فيها.
عائشة، بشار، وعمار الزبن، ثلاثة جمعتهم صفحة الورق الحزين صورة بأيدي العشرات وعلي الجدران في نابلس بعد أن فرقتهم دموية المحتل، فقد سقط بشار كي يفك قيدا يكبل وطنا، ورضي عمار السجن عمرا ثمنا لحرية الأبناء، فيما رأت الأم الموت دربا يصون بعض إنسانية وكرامة الابن في زنزانته | |
|
زائر زائر
| موضوع: رد: نساء فلسطينيات في الانتفاضة تضامنت مع ابنها الأسير فلحقت بابنها الشهيد الأربعاء يونيو 18, 2008 6:31 am | |
| هكذا هم نساء فلسطين!!!!!!!!!!!!!!! |
|