وحسب أهل الحي كان أمين شديد الحذر ويحيط نشاطه بالسرية. في البداية كان يطلب من الراغبات في السفر صورة البطاقة الوطنية وصور في أوضاع مختلفة، من ضمنها صورة بلباس السباحة مأخوذة من الأمام والجنب والوراء. وكانت وسيلته في تسفيرهن اعتماد افتعال زواج أبيض بين الفتاة وأحد الخليجيين المرصود لهذا الغرض والذي كان يعقد مرة واحدة عدة زيجات في مدن مغربية مختلفة وربما بأسماء مختلفة ويتكلف شخص آخر بترحيل المتزوجات إلى الخليج، وغالبا ما تكون امرأة مغربية مستقرة هناك في استقبالهن. 3-إعلانات الصحف هي المصيدة الفتيات للدعارة: من الأساليب التي كانت متبعة في السابق ولم تثر أي شبهة في البداية، أسلوب الإعلان على أرقام هاتفية للدردشة أو النكتة أو معرفة البخت، وكانت في مرحلة من المراحل لا تخلو منها أي صحيفة، وقد أسقطت أكثر من ضحية.كما تم استعمال كذلك إعلانات عن طلب مربيات ونادلات ومرشدات سياحيات أو يد عاملة نسوية مع تحديد السن وبعض المواصفات الأخرى، وهي إعلانات كانت تنشرها الجرائد الوطنية دون علمها بالمقلب.وبعد أن انكشفت حقيقة بعض الأرقام الهاتفية المنشورة على الصحف بدأ الاعتماد على الوساطة إذ يتكلف شخص بربط علاقات مع وسائط (إناث وذكور) لاستدراج الضحايا في سرية ودون ضجيج، لاسيما بعد أن اهتمت الصحافة المستقلة بدعارة الخليجيين بالمغرب وبعد أن كثرت فضائحهم في هذا المجال، وكذلك بعد تسليط الأضواء الكاشفة على السياحة الجنسية والسواح الخليجيين القاصدين للمغرب من أجل المتعة والعبث بأجساد المغربيات. 4-زواج رسمي يسقط الزوجة المغربية في عصابة الدعارة: الفتاة مغربية التقت بشاب عربي واتفقا على الزواج بعد أن رسم لها عالما ورديا يلفه الجمال وتصبغه الروعة وبالفعل تزوجا وذهبا للعيش بلد عربي لتكتشف أنها بين يدي تاجر دعارة متمرس في المتاجرة باللحم الحي.. جردها من كل ما يثبت هويتها واستولى على كل الأوراق وبدأ في إملاء أوامره المتعلقة بأسلوب عملها الجديد وكل ما يتعلق به بداية من الرقص والتميع ونهاية بالأحضان وبالطبع الأمر لم يخلو من الإكراه بشتى أشكاله وآخر الأساليب المتبعة حاليا لاصطياد الضحايا لترحيلهم إلى الخليج لممارسة الدعارة شركات تيسير الزواج في الشرق الأوسط والتي تنشط كثيرا على شبكة الانترنيت بعيدا عن أي مراقبة. وفي هذا الصدد بدأت جملة من التساؤلات تنسج حول مجموعة من شركات "التواصل والإشهار" نتجت كالفطريات مؤخرا، يقال أن لبعضها يد في تسهيل تجارة الرقيق الأبيض بطرق غير مباشرة. 5-شعائر الله لم تسلم من جعلها وسيلة للدعارة: العمرة: ويبدو أن "لعمرة" نفسها تستغل من طرف البعض لإرسال فتيات إلى السعودية لذلك الغرض. وقد أشارت صحيفتا "العلم" المغربية و"القدس العربي" اللندنية إلى هذه الظاهرة، بحيث أن الفتاة يُستولَى عليها بمجرد وصولها من طرف شبكات منظمة وتُجبر على العمل الجنسي في ظروف غير إنسانية، وذلك في جدة، بل وفي الرياض، في مناطق لا تصلها شرطة الآداب (المطوِّعين). وحسب محامية مسؤولة في "اتحاد العمل النسائي" هناك حيلة أخرى لإيصال "البضاعة" إلى السعودية. مفاد تلك الحيلة تحرير عقد عمل لرجل وامرأة مغربيين يطلب منهما التزوج في المغرب. ويستقر "الزوجان" في منزل في السعودية يعده لهما الكفيل، ثم يبدأ الكفيل في زيارة الزوجين من أجل الاستمتاع بالزوجة. وطبعا، يتم الاتفاق مسبقا على هذه اللعبة في المغرب، بحيث أن كل طرف في العقد يعرف الدور الموكول إليه. - في حين كان مسار بهيجة حافل بقضايا متشعبة منها الدالة على الاستعداد القبلي لامتهان الدعارة ومنها المتشبعة بالاستغلال الجنسي والتعامل الوحشي والقهر، نتركها ترويه بلسانها. بهيجة"غادرت المغرب قاصدة مدينة جدة تحت غطاء القيام بالعمرة. ومن هنا سافرت إلى تركيا رفقة تركي وعدني بعقد عمل في إحدى الفنادق الراقية بأوروبا، لكنه باعني لإحدى مافيات الدعارة بإسطامبول، وهناك توالت المفاجآت. بعد احتجازي واغتصابي فرضوا علي ممارسة الدعارة بالشارع تحت حماية أحد التركيين ضمن جماعة من الفتيات من جنسيات مختلفة. وبعد مدة تعرفت على أحد الخليجيين الذي أخذني معه إلى الأردن ووعدني بمرافقتي إلى الكويت لتشغيلي عند أحد معارفه هناك. قضيت معه أياما بعمان لكنه تخلى عني وتركني وسط مدينة لا أعرف فيها أحدا. وبعد يومين قذفت بي الظروف إلى إحدى دور الدعارة بضواحي عمان بعد أن تعرضت إلى الاغتصاب وسوء المعاملة من طرف أشخاص احتجزوني لأسبوع ذقت خلاله أنكى العذاب، إذ مارسوا علي الجنس الليلة تلو الأخرى". توقفت بهيجة عند هذا الحد لم تضف كلمة، الحج :داخل فضاء مطار محمد الخامس بالبيضاء كانت ثورية 20 سنة تحمل الفرحة تحت جناحيها وهي تهم بمغادرة البلاد باتجاه الديار المقدسة كانت لا تدري بأنها تركب رحلة الجحيم، لم تكن رحلتها لأداء المناسك كما كل الركاب، كانت الغايات تراقص في مخيلة الشابة والمقاصد تتأرجح بين التجارة والربح وكنز الأموال ورصدها بالطرق المشروعة و الغير المشروعة قانونيا و ليس أخلاقيا للهروب من الفقر الذي ظل يطارد عائلتها على امتداد مساحة وجودها.بين الفينة والأخرى كان الخوف يتسلل بين ظلوعها، فتحمر وجنتاها وتبدو عليها ملامح الارتباك، لكنها كانت تقاوم خوفها بكل عزيمة وتطرده حتى لا ينفضح أمرها بين الركاب، تعض على شفتيها بقوة وكأنها تعصر الخوف لتبصقه على الأرض دفعة واحدة.تحركت المحركات الضخمة للطائرة التي ستقل الحجاج على متنها، سارعت ثورية كما كل الحجيج، مودعة أمها وأخاها الصغير، متجهة صوب الطائرة وكأنها حمامة تطير في اتجاه المجهول... الأم تلوح بيديها وثورية هي الأخرى ترد على الإشارات بإشارة مرتعشة دب فيها الخوف والفرحة وامتزج فيها الخطأ بالصواب والجرأة بالدهشة فكان خليطا من الأحاسيس الغريبة يملأ صدر شابة تغادر حضن أمها لأول مرة في اتجاه المجهول. جلست على الكرسي المخصص لها بالطائرة، استلقت فوقه بكل قوتها وكأن أسلاكا كهربائية تتحرك بدماغها الصغيرة، تجرها للهروب من الطائرة وهي تتمسك بالكرسي حتى لا تطاوع الوساوس التي تدور بخلدها، كان صراعا قويا بين الهروب والبقاء يتدافع في عقل الفتاة وهي تقاوم البقاء لأجل الهروب... وهربت... انطلقت الطائرة في اتجاه السعودية، تحمل في جوفها عيونا عسلية وقلبا صغيرا يكاد ينفجر من شدة الارتباك والخوف من المصير المجهول، استرخت على الكرسي وراحت تراجع الواقع الذي تحياه على متن طائرة الحجاج، تتأمل سقف الطائرة وأخذت رأسها تلف حولها، في محاولة منها رصد المكان خاصة وأنها لم تركب طيارة من قبل، فجأة بدت عليها ملامح الفرحة وكأنها رأت شيئا غير منتظر، إلا أن الأمر يتعلق فقط بسكينة ملأت صدرها بعدما تأكدت أنها أصبحت في كبد السماء واستطاعت أخيرا أن تعبر الحدود المغربية بطريقة شرعية بعيدا عن هوس الهجرة السرية ومخاطرها المتعددة وأبوابها الشائكة، أطمئنت لأن خطتها نجحت في الهروب من مناطق الفقر والحاجة والعوز، في اتجاه عالم جديد أقل ما يقال عنه في بلاد المغرب أن فرصه الذهبية لا تعد ولا تحصى، وأنه بلد البيترودولار ولا يمكن للمرء أن يرجع منه خالي الوفاض، كانت ملامح الفرحة بادية على محياها وهي ترسم أحلاما وردية ببلاد السعودية، خاصة وأنها تملك قدرة هائلة على التمييز بين أصناف الذهب وقراطاته المختلفة عبر بلدان العالم، وأنها تعلم جيدا أن ذهب المملكة السعودية من النوع الجيد 21 و 24 (كاري) والذي يتفوق على الذهب المغربي من نوع 18 (كاري) واستمرت تعدد في الفوائد التي يمكن أن تحصدها من وراء هذه الرحلة إن هي فعلا وفقت فيها بالشكل الذي تريده وتتمناه، فجأة شردت بفكرها بعد أن استلقت بكل ثقلها على الكرسي، وكأنها تطير على كف عفريت تستحضر الأسباب التي دفعتها للسفر إلى الحج كي لا تحج ؟بعد الطلاق أصبحت ثورية تعيش حالة عذاب من نوع آخر، خاصة في مجتمع متخلف كالمجتمع المغربي الذي ينظر فيه للمطلقة بعين مخالفة جدا، ترصدها الأعين أينما حلت وارتحلت عيون الرجال تقلب مفاتنها، وعيون النساء تلاحقنها للتسجيل والملاحظة ونشر الإشاعة، حالة السجن أصبحت تعيشها المسكينة داخل بيتها