ألم المرض بأبي طالب، فكانت وفاته في رجب سنة عشر من النبوة، بعد الخروج من الشعب بستة أشهر، وبعد وفاة أبي طالب بنحو شهرين توفيت أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها، وكانت وفاتها في شهر رمضان في السنة العاشرة من النبوة، ولها خمس وستون سنة، ورسول الله r إذ ذاك في الخمسين من عمره.
وقعت هاتان الحادثتان المؤلمتان خلال أيام معدودة، فاهتزت مشاعر الحزن والألم في قلب رسول الله r ثم لم تزل تتوالى عليه المصائب من قومه، فخرج إلى الطائف رجـاء أن يستجيبوا لدعوتـه، أو يؤووه وينصـروه على قومــه، فلم يـر مـن يؤوى ولم يـر ناصرًا، بل آذوه أشد الأذى، ونالوا منه ما لم ينله قومـه.
وفي شوال من هذه السنة (سنة 10 من النبوة) تزوج رسول الله r سودة بنت زمعة، وكانت ممن أسلم قديمًا وهاجرت الهجرة الثانية إلى الحبشة.