شدد القيادي في حركة المقاومة الإسلامية "حماس" جمال أبو هاشم على أن قبول حركته للتهدئة لا يعني إنهاء المقاومة أو التنكر لها، وإنما هي خدمة للمقاومة واستمراريتها، مؤكداً على ضرورة إدارة التهدئة مع العدو الصهيوني إدارة سليمة بما يضمن نجاحها واستمرارها وتحقيق أهدافها.
وأشار أبو هاشم في تصريح خاص "للمركز الفلسطيني للإعلام"، فجر اليوم الخميس (26/6)، عقب لقاء الحركة والحكومة مع قوى اليسار الفلسطيني، إلى ضرورة تشكيل خلية أزمة من جميع القوى لإدارة التهدئة.
وكان وفد من حركة المقاومة الإسلامية "حماس" والحكومة الفلسطينية، ضم وزير الداخلية الفلسطيني سعيد صيام وعضو القيادة السياسية في الحركة جمال أبو هاشم والقيادي أيمن طه، قد التقى مساء الأربعاء مع قوى اليسار الفلسطيني للتباحث في موضوع التهدئة وتثبيتها على الأرض، وتهيئة أجواء الحوار من خلال الإفراج عن المعتقلين في الضفة الغربية وقطاع غزة.
وقد أكد القيادي في حركة "حماس" أبو هاشم على أن التهدئة أخذت وقتاً طويلاً من الإعداد والتشاور، مشيراً إلى أنهم والفصائل خرجوا بالتوافق الوطني الفلسطيني، رغم التحفظ الموجود لدى بعض الفصائل الفلسطينية –على حد قوله-، مضيفاً: أن التهدئة هي مصلحة فلسطينية عليا، "إذا أنها تُفضي إلى فك الحصار وفتح المعابر ووقف العدوان الصهيوني".
لا يوجد معتقلين على خلفية سياسية في غزة
وأكد أبو هاشم على أهمية تهيئة أجواء الحوار الفلسطيني، مشيراً إلى أنه لا يوجد أي معتقل في قطاع غزة على خلفية سياسية وإنما على قضايا جنائية، ومبيناً أن ذلك مخالف لطبيعة الاعتقالات التي تنفذها السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة، والتي تقوم على أساس سياسي، يهدف إلى القضاء على المقاومة الفلسطينية.
وأشار إلى ضرورة تشكيل لجنة في الضفة الغربية وقطاع غزة لمناقشة القوائم المقدمة من الفصائل، ومنوها أنه تم التوافق على ذلك.
التهدئة جاءت بإجماع فلسطيني
وعلى الصعيد نفسه فقد أجرى وفدي حركة "حماس" والحكومة لقاء مع قيادة الجهاد الإسلامي بخصوص التهدئة وضرورة تثبيتها على الأرض، حيث أكد عضو القيادة السياسية جمال أبو هاشم خلال حديثه مع مراسلنا على "أهمية التهدئة للمقاومة الفلسطينية وأهمية المقاومة كثقافة ورؤيتنا للمقاومة كإستراتيجية لم تتغير"، مشددا على أن حركة "حماس" ذهبت للتهدئة بإجماع فلسطيني مع وجود بعض التحفظات الموجودة لدى بعض الفصائل الفلسطينية.
وبين في الوقت ذاته على "أن هناك اختلافا في بعض التفاصيل، ولكن لابد من توظيف هذا الاختلاف كعامل قوة يخدم التهدئة".
وأضاف القيادي في حركة "حماس" أن التهدئة تخدم المقاومة وتخدم مصالح الشعب الفلسطيني العليا، وأن استمراريتها ونجاحها يحتاج إلى توافق وطني فلسطيني من أجل إدارتها، مشيراً إلى أنه تم الاتفاق على تشكيل لجنة بهذا الخصوص مكونة من القيادي في حركة "حماس" أيمن طه، وداود شهاب عن الجهاد الإسلامي وهشام المجدلاوي عن الجبهة الشعبية وعصام أبو دقة عن الجبهة الديمقراطية.
آليات للرد على خروقات الاحتلال بقرار مشترك
وبحسب أبو هاشم فقد أكد وفد حركة الجهاد الإسلامي التزامه التام بالتهدئة وحرصه على إنجاحها باعتبارها مصلحة وطنية عليا، وبيّن أبو هاشم أن "حماس" تفهمت رد حركة الجهاد الإسلامي على العمل الاجرامي من قبل قوات الاحتلال الصهيوني وقتل الطلاب في الضفة الغربية بدم بارد.
واوضح أن يكون الرد على تجاوزات الاحتلال في إطار توافق وطني فلسطيني، منوهاً في الوقت ذاته على أنه تم الاتفاق مع كافة الفصائل الفلسطينية على أن يكون هناك خلية أزمة لمتابعة التهدئة والتقييم المستمر في التقدم فيها وكذلك لرصد التجاوزات من قبل الاحتلال الصهيوني، وآليات الرد عليها بقرار فلسطيني مشترك.