على عكس الحلم
رأى في منامه أن ذئابا شرسة تتجمع على مائدة خوار يرأسها ليث عن زئيره لا يترفع، وأن جريمة غريبة المَـشـَاهد ترتكب بيديه ليزج بعدها في غياهب سجن بعيد عن أعين المُـشـَاهد. في المساء، وبعد إنصاته لنشرة الأخبار أدرك أن المائدة لم تكن إلا قمة عربية فاشلة، وأن الجريمة لن تكون إلا كتابة ناقدة، فقرر التزام الصمت ومبايعة الذئاب.
نعــــمة
صلى الصبح جماعة في يوم ممطر فسرقت مطريته،… أدركته صلاة الظهر على غير وضوء منه فولج إلى مرحاض المسجد ليجدد طهارته فسرق حذاؤه…
بعد صلاة العصر انتبه إلى نظارته التي وضعها قدامه فلم يجد لآثارها رسما… وقبل أن يصل إلى نفس المسجد ليؤدي فريضة المغرب تحسس جيبه والنقود التي كانت فيه فألفاه خاويا على خيوطه…
ولما قضيت صلاة العشاء وانفض الناس من حول المسجد، إعترض سبيله قطاع الممرات الضيقة فسلبوه هاتفه النقال ومعطفه الصوفي، وأشبعوه ضربا وركلا جزاءًا وفاقا لما كسبت يمينه من مقاومة…
وحين وضع رأسه على وسادة النوم، إسترجع حصاد يومه، فحسبل وحوقل ثم قال: "" ربي أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي "".