حمســـــــــــــــــــــــــاوي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

حمســـــــــــــــــــــــــاوي

فلسطين الحبيبة نصرك قريب ومؤزر باذن الكريم
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 حكايات ستي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
زائر
زائر
Anonymous



حكايات ستي Empty
مُساهمةموضوع: حكايات ستي   حكايات ستي Emptyالسبت مايو 24, 2008 11:14 pm

من حكايات الجدة ( أم رضوان ) عن قرية بشيت كانوا يخطفون العروس و يعيدونها ( بالكرابيج ) !!
التاريخ: 1429-3-24 هـ الموافق: 2008-03-30 20:57:34

لوحة تجسد العرس في التراث الفلسطيني
--------------------------------------------------------------------------------




'يلتف الأطفال حولها كما كل مساء ، يدفعهم الشوق لسماع حكايات جدتهم عن أيام البلاد ، تلك البلاد التي عاشت في أرواحهم و مخيلاتهم الصغيرة منذ أن جاؤا الي الحياة لاجئين بالوراثة ، هي حكايات الأرض و أشجار الزيتون الصامدة .



تتفقد الجدة أحفادها الصغار واحدا واحدا ، قبل أن تقص عليهم حكاية الليلة، حتى أن أحفادها الكبار شعروا بالغيرة فلم يستطيعوا مقاومة فضولهم و إبداء رغبتهم بسماع ' خراريف' الجدة.



في تلك الليالي كان الصمت يسود سريعا في المكان، لتبدأ الجدة أم رضوان حكاياتها الدافئة '



' كانت يا ستي بلادنا حلوة ، فيها حواكير برتقال و زيتون ، و أراضي واسعة مزروعة قمح ، سنابله ذهبية بلون الشمس ، كانت الأرض أرضنا وكنا عايشين في أمان و راحة بال ، ملوك في وطنا ' .



صمتت الحاجة أم رضوان لبرهة ، ارتسمت علي ملامح وجهها الذي حفرت فيه السنين أخاديد غائرة علامات التذكر ، فبالرغم من أن الحاجة أم رضوان تجاوزت عامها الخامس و الثمانين إلا أنها لازالت تحتفظ بتفاصيل كثيرة عن بلدتها الأصلية بشيت ، فتصف الحياة في قرية بشيت قائلة : كنا نطهو علي النار ، ونصنع خبز الطابون ، كانت بيوتنا مصنوعة من الطوب ، وبعض أهل القرية سكنوا في بيوت صنعت من الحجارة في أخر عهدنا هناك ، وفي القرية مدرسة يتعلم فيها الأولاد القراءة و الكتابة ، أما البنات فلم يتعلمن إلا نادرا ، حيث كان شيخ القرية يعلمهن القرآن و الحساب ' .



خطف العروس



وكلمة بشيت تتكون من شقين هما ( بيت ) و ( شيت ) ، وهي تعني بالآرامية القديمة ' قبر' ، وقد ذكر الطبري أن اسم شيت يعني 'هبة الله '، و يقال أيضا أن سبب تسمية القرية يرجع الي نبي اسمه شيت .



وعن عادات أهل القرية و مناسباتهم التي كانوا يجتمعون فيها بالأفراح و الأحزان ، تجمعهم الألفة و المحبة ، تقول الجدة :

' عندما كانت القرية تحتفل بزفاف أحد أبنائها ، يتقاسم الجميع الفرح و السرور ، وكان العرس يستمر عدة أيام تنتهي بيوم زفاف العروس بيت عريسها ، فيغني السامر في الأمسيات ، ويمثلون ( شنيعة) - أي بمعني مسرحية- يتنكر فيها رجل بلباس امرأة و يغطي وجهه و شعره ب (الشاش) ثم يخطف العروس و يهرب بها علي فرس ، فيلحقه العريس و بقية الأهل بالكرابيج (بالسياط) حتى يسترجع العريس عروسه المخطوفة و يأخذها علي فرسه ' .



تنهدت الحاجة أم رضوان بألم ينم عن وجع يمتد إلى 59 عاما ، متذكرة أيام النكبة و التهجير ، كأنما هي تنفض غبار الأيام عن ما تبق من الذاكرة التي أعيتها سنين الهجرة و اللجوء ، وهنا تبدأ حكاية أخري من حكايات الجدة .



حكاية النكبة و اللجوء



' في عام 48 هاجم اليهود يا ستي فلسطين بعد أن سلمها الانجليز لهم و احتلوا يافا و أسدود و دمروا كل القرى التي كانت في طريقهم ، حيث بدأ أهالي القرى المحتلة بالنزوح الي المناطق المجاورة، وتجمعوا تحديدا في قرية يبنا.



كنا نسمع عن مذابحهم التي ارتكبوها في القرى المجاورة ، الي أن هاجموا قريتنا و قتلوا فيها شباب بعمر الزهور ، حتى أنهم طعنوا الأطفال في أرحام أمهاتهم ، لم يبقوا علي شئ في القرية، احرقوا حقول

(جرون) القمح و اقتلعوا الشجر و دمروا البيوت ' .

صمتت الجدة قليلا لكن سرعان ما استوقفها حفيدها الأصغر خالد بسؤال طفولي: ' شو عملتوا يا ستي ؟ امتلأت عيني الجدة أم رضوان بالدموع وانسابت بحرقة علي خديها قبل أن تقول:

' حملنا أولادنا و هربنا من القرية نجري بهم بدون زاد ولا زواد ، تركنا الذهب و المال والأغلى منهم الأرض ، ظنا منا أننا سنعود ' .

لكنها كفكفت الجدة دموعها بكبرياء وتابعت :

' ويا ستي من يومها صرنا لاجئين ، عشنا في الخيام في ارض الله الواسعة ، مشردين من ديارنا الي أن بنت لنا الأمم المحتدة مخيمات لاجئين.

وتؤكد الحاجة أم رضوان أن أهل القرية هربوا من بشيت بعد أن دمرها ' اليهود ' الي قري مجاورة مثل المجدل و الجورة الي أن وصلوا قطاع غزة ، لكن الطائرات الصهيونية طاردتهم بقذائفها طوال هذه الرحلة المضنية التي أدمت أقدامهم ، فحفروا خنادق تحت الأرض أمام خيامهم ليحتموا من الموت .



وتنهي الحاجة أم رضوان حديثا قائلة: 'أرض بلادنا أغلى من قصور الأرض كلها '



هكذا تستمر حكاية الجدة التي بدأت قبل 59 عاما إلا أنها لم تنتهي بعد وستبقي تلك الأرض المسلوبة عهدا علي أجيال اللاجئين القادمة ، ستبقي في الذاكرة و الهوية الي أن يعودوا في يوم ما الي تراب الوطن .



أما قرية بشيت فهي تعتبر احدي قري قضاء مدينة الرملة ،حيث تحيط بها قرى يبنا و المغار و قطرة و ياسور .



دمر الاحتلال الإسرائيلي القرية في 13 5 1948 وبني فوق أرضها ثماني مستعمرات أقيمت جميعها في عام 1950 بعد أن طمس ملامح القرية ، ورغم ذلك لم يستطع أن ينتزعها من ذاكرة الأجيال القادمة
.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بنت الخليل
مستشارة ادارية
مستشارة ادارية
بنت الخليل


انثى
عدد الرسائل : 956
العمر : 32
المزاج : 0
  : حكايات ستي 15781610
.. : حكايات ستي 699592ebe3
تاريخ التسجيل : 25/05/2008

حكايات ستي Empty
مُساهمةموضوع: رد: حكايات ستي   حكايات ستي Emptyالأحد مايو 25, 2008 3:30 pm

يالله حاسة حالي قاعدة معهم
واكيد مهما صار رح اضل فلسطين عايشة فينا
انا ما عشت بفلسطين بس هي عايشة بقلبي
ويسلمو ايديك على هالموضوع الحلو
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
حكايات ستي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
حمســـــــــــــــــــــــــاوي :: القســــم السياسي :: فلسطينيات-
انتقل الى: