هدم منازل الفلسطينيين
هدم الجيش الإسرائيلي صباح الثلاثاء مزيداً من المنازل في القرى الفلسطينية الواقعة في الضفة الغربية المحتلة. إذ هُدمت منازل وممتلكات عائلات فلسطينية في قرى حديدية وجفتلك وفروش بيت دجان في منطقة وادي الأردن بالضفة الغربية المحتلة.
وشهدت عمليات الهدم دوناتيلا روفيرا الباحثة في منظمة العفو الدولية المختصة بشؤون إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة ووصفت المشهد :
"في جميع الأماكن، كان معظم الأشخاص من الأطفال. وتضم هذه المنازل بمعظمها ثلاثة أجيال – الأجداد والآباء والأطفال. وفي حديدية، كانت هناك أربع عائلات وفي فروش بيت دجان خمس عائلات.
"وقد هُدمت منازل جميع هؤلاء الأشخاص من قبل، لكن في هذه المرة بدون سابق إنذار. وكان الناس مستائين للغاية. وكانوا يهرعون لإخراج حاجياتهم من منازلهم، لكن الجرافة استمرت في الهدم."
ووصل جنود الجيش الإسرائيلي في الصباح الباكر في سيارات جيب ترافقهم جرافة ثم هدموا المباني التي كانت تعيش فيها العائلات الأربع. وتعود ملكية العقارات المهدمة لمحمد فهد بني عودة ومحمد علي شيخ بني عودة وعلي شيخ مصلح بني عودة وعمر عارف محمد بشارة وعائلاتهم – وكان عددهم لا يقل عن 34 شخصاً، بينهم حوالي 26 طفلاً.
وعقب تدمير هذه المنازل، انتقل الجنود لتدمير المنازل ووسائل العيش في جفتلك وفروش بيت دجان، حيث كانت المنازل قد هُدمت في الأشهر الأخيرة.
"وفي جفتلك، يدمرون مزرعة – إنها إحدى المزارع النادرة هنا وليست هناك وسائل كثيرة غيرها يعتاش منها الناس. جرفوا أولاً منطقة الخضار قبل شهرين؛ ثم هدموا المنـزل بالجرافة الشهر الماضي،" على حد قول دوناتيلا روفيرا.
"وكانت عائلة محمود متعب دعيش وزوجته وأطفاله السبعة قد حصلوا على خيمة من الصليب الأحمر وبدؤوا يزرعون الخضار من جديد. واليوم عمد الجيش الإسرائيلي إلى إتلاف النباتات الخضراء.
"وفي جميع الأماكن الثلاثة لم يسمح لنا الجنود بالاقتراب، ولا أعرف حتى ما إذا كان بحوزتهم أمر عسكري بهدم كل شيء – سألناهم لكنهم لم يبرزوا لنا أي شيء."
لقد عاشت العائلات في حديدية في المنطقة ذاتها طوال أجيال، ترعى الأغنام والماعز وتحرث الأرض في تلال الأردن. وتعرضت لضغط متزايد من الجيش الإسرائيلي لمغادرة المنطقة. وقد دُمرت منازل العائلات الأربع نفسها في فبراير/شباط من هذا العام وهدم الجيش الإسرائيلي منازل أخرى عدة مرات في العام 2007.
وتشكل عمليات الهدم جزءاً من جهود مكثفة يبذلها الجيش الإسرائيلي لطرد الفلسطينيين من منطقة وادي الأردن. وقد حولت السلطات الإسرائيلية جزءاً كبيراً من وادي الأردن، بما في منطقة حديدية، إلى "منطقة عسكرية مغلقة" ودأب الجيش الإسرائيلي على ممارسة ضغط متزايد على القرويين الفلسطينيين المحليين لإرغامهم على مغادرة المنطقة.
وانتهجت السلطات الإسرائيلية طوال سنوات سياسة لهدم المنازل قائمة على التمييز، حيث سمحت من ناحية ببناء عشرات المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة في انتهاك للقانون الدولي، بينما صادرت الأراضي الفلسطينية في الوقت ذاته، حيث رفضت منح تراخيص بناء للفلسطينيين وهدمت منازلهم. وغالباً ما استُخدمت الأراضي التي أُخليت لإقامة مستوطنات إسرائيلية غير قانونية. ويحظر القانون الدولي على سلطات الاحتلال توطين مواطنيها في الأراضي التي تحتلها.
وتأتي عمليات الهدم بعد يوم واحد من تعرُّض الحكومة الإسرائيلية للانتقاد الدولي بسبب اعتمادها بناء المئات من المنازل الجديدة للإسرائيليين في مستوطنة جيفات زئيف في شمال القدس. وقد حث الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الحكومة على "وقف توسيع المستوطنات" في الضفة الغربية. وقال خافيير سولانا، المسؤول الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي إن الاتحاد الأوروبي يعارض خطوة توسيع المستوطنة.[img][/img]