الحقوق الثقافية وأساسها الفلسفي ، الصنف الثاني ، الحق في الهوية الثقافية .
شكل مطلع القرن الثامن عشر بداية توسع الاستعمار الأوربي الى العديد من مناطق العالم ، أسيا ، وافريقيا وأمريكا داتها . كما شكل النصف الثاني من القرن العشرين مرحلة تصفية الاستعمار على الصعيد العالمي ، وحصول المستعمرات السابقة على استقلالها السياسي ، الا أن الحصول على الاستقلال السياسي سرعان ما بين أن هذا الأخير بدون استقلال سياسي هو استقلال فارغ . لكن معظم محاولات تحقيق الاستقلال الاقتصادي باءت بالفشل بسبب ضعف النمو والتطور لدى البلدان التابعة ، وبسبب قوة ومتانة نظام الهيمنة الاقتصادية على الصعيد العالمي . بل ان التطور الجديد ، بعد انهيار المعسكر الشرقي ، هو احكام قبضة السيطرة الاقتصادية عبر اتفاقية الغات حول شروط التجارة العالمية .
وسرعان ما جذرت البلدان المستعمرة سابقا مطالبها الاستقلالية ، فانتقلت من المطالبة بالاستقلال الاقتصادي . بعد الحصول على "الاستقلال السياسي " . الى المطالبة بالاستقلال الثقافي . وهكذا سرت دعوة العودة الى الثقافة الأصلية سريان النار في الهشيم ، وتشكلت تيارات سياسية تنادي بالتحرر الثقافي من الغرب ، باعتبار أن التبعية الثقافية هي أم التبعيات وأصل الداء .
وهكذا طورت البلدان التابعة أو المتخلفة مبدأ المطالبة بالحقوق الثقافية ممثلة في اللغة المحلية ، والثقافة المحلية من عقيدة دينية ، وثرات روخي مشترك وغيره . وقد اتخدت هده المطالب في صورتها التركيبية صورة مبدأ المطالبة بالحق في الحفاظ على الهوية الثقافية ، التي يعتبر الدين واللغة ، والطقوس والعادات المحلية عناصرها الأساسية . وقد صاغت اليونيسكو ابتداءا من مؤتمر مكسيكو المنعقد سنة 1982 هدا الحق بوضوخ ، واعتبرت أن لكل ثقافة الحق في الدفاع عن نفسها ، وحماية كيانها وهويتها من كل أشكال الاغتراب والاستلاب الذي تمارسه عليها الثقافة الغربية الحديثة.