إذا حققتَ مِنْ خِلٍّ وداداً
فَزُرْهُ ولا تخف منه مِلالا
وكُنْ كالشمس تطلعُ كل يومٍ
ولا تكن في زيارتهِ هِلالا
إني أحب أن أزور إخواني كلّ يوم لو كان ذلك في الإمكان، لكنني لا أستطيع، على أن مما يدفعني لزيارتكَ أن تقدم لي بعض القلوب من الحصاد الجديد، من هذا الشباب التائه في ظلام هذه الأحداث، من الشباب الذي يرنو إلى الأيدي الحانية المتوضئة، الشباب الذي لا بد من أن نعيش معه بكل قلوبنا وكياننا، ليس من الوفاء لدعوتنا أن نسعد بها وحْدَنا وأن نفرح بها دون غيرنا
(لا يؤمن أحدكم حتى يحبَّ لأخيه ما يُحبُّ لنفسهِ)، إن دعوتنا ليست دعوة إقليمية وليس فيها عصبية، دعوتنا للناس جميعاً فهي دعوة عالمية، لا يصح أن تتوقف عند حدود فإذا فعلنا ذلك فما زدنا عن أننا أصدقاء فقط، ولكن الحقيقة أكبر من هذا، نحن دعوةٌ وحركة ورسالة.
لقد كان الإمام البنا يقول: وددتُ لو أستطيعُ أن أُبَلِّغَ هذه الدعوةَ لكل طفلٍ يُولد.
إسمع: ترى كم تحب من الإخوان؟ تصور أنك حين تقوم بواجب الدعوة فسوف تحبُّ الكثيرَ ويحبكَ الكثيرُ، سوف تسعد بهذه القلوب وسوف تسعد بك هذه القلوب. الحق أقول لك: إنك وإخوانك الأحباب عندكم فرصة لا تعوض في هذا الجيل أن تجمعوا القلوب على الله.
لقد كانت كثير من القلوب منطوية منزوية وكانت منسية، حتى إذا شاء الله تعالى أن تجد همسة من نداء ولمسة من يد حانية ونظرة من عين باكية، ولمحة من كلمة ندية، تفتحت كما تتفتح الأزهار وأقبلت النفوس كما يقبل النهار، وتدفقت العواطف كما تتدفق الأنهار، وظهرت الفطرة الإنسانية على حقيقتها الربانية، تشع النور وتستهدي الحق وتبني وتشيد.
أنشدكَ داعيةً بما وهبك الله من فضله من حسن الخلق وحسن السلوك وحسن المعاملة، لقد عرفتكَ من دون لقاء فأدركتُ فيك هذا الأمل.
أدعُ إلى سبيل ربك بما حباك الله تعالى به من فضائل.
عايش هذا الشباب اليتيم الذي ليست له دعوة ولا رسالة وليس له هدف ولا غاية، تَقَرَّبْ من هذه القلوب حتى تتفتح أزاهيرها وتنتعش آمالها وتكونَ لنا زاداً أو تكون لنا رديفاً.
( من كتاب الدعوة إلي الله حب /للأستاذ عباس السيسي)
[url]
[/url]