المجاهد في سبيل الله مشرف قســم
عدد الرسائل : 268 العمر : 42 المزاج : 0 ا المهنة : الهوايــة : : .. : تاريخ التسجيل : 24/05/2008
| موضوع: امْرَأَةٌ قَالَتْ: زَوْجِيَ الحبيبْ الخميس أغسطس 14, 2008 11:49 pm | |
| امْرَأَةٌ قَالَتْ: زَوْجِيَ الحبيبْ
قبل سنوات مضت .. .. فرحت وأنا أزف إليك .. .. معتزة بقوامتك علي .. .. سعيدة باقترانك بي .. .. واليوم .. لا تساورني ندامة .. ولا عيني لزواجي منك دامعة .. بل لك من المودة أعلاها .. ومن المحبة أكملها وأسماها.
فالحمد لله .. الذي جعل لك في قلبي سكناً .. .. وفي نفسي طمأنينة .. .. وفي حديثي فخراً واعتزازاً .. .. فلا يظهر بيني وبينك تنافر في الخلق .. .. ولا تباين في المزاج .. .. ولا اختلاف في الطبائع .. .. بل وجدتك نعم الرجل .. .. متمسكا بقول الله تعالى: ( الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء .. بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ ) النساء: 34 .. .. ووجدت أثر حديث الرسول صلى الله عليه وسلم على قولك وفعلك: " استوصوا بالنساء خيرا " رواه مسلم.
فأنعم بك من رجل .. .. قام بحقوق الله تعالى وحقوق بيته .. .. وأبشر بنصيب وافر من حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: ( أكمل المؤمنين إيماناً .. أحسنهم خلقاً .. وخياركم .. خياركم لنسائهم ) رواه الترمذي.
وإن كنتُ يا زوجي الحبيب لا أرغب أن تحمل صفة غير محمودة .. أو زلة غير مقصودة .. .. فإني أكتبها لك للذكرى .. والمؤمن مرآة أخيه .. .. والمؤمنون نَصَحَه .. والمنافقون غششه .. .. وعهدتك تحب الحوار .. وتستمع له.
ولطول الطريق .. .. فقد يقع ما يكدر مسيرة الحياة الزوجية .. وقد تكون هذه العثرات باب شؤم .. وطريق معصية .. ومفترق طرق .. فأحببت أن أذكرك بها .. علك تنتصح بها .. و من وراءك من الأحباب والأصحاب .. .. (( إنها أنّات زوجات .. وآهات )) .. إنها جلسة وحديث .. .. من زوجة إلى زوجها .. ولا يبخس الرجل العاقل حديث النصيحة.. بل هو مستمع منصت .. محتسباً الإصلاح أجراً ومثوبة.
زوجي الحبيب
خلقنا الله عز وجل لأمر عظيم وهو لعبادته.. فأين موقع هذا الأمر من دقائق حياتك .. وأذكرك بقول الله عز وجل: ( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ) الذاريات: 56 .. هل انقطعت حاجتك عن الله عز وجل .. فأهملت الدعاء .. .. فمن يدفع عنك المرض ؟؟ ومن يصلح زوجك وأبناءك ؟؟ ومن يعينك على نوائب الدهر ؟؟
أرى تقصيراً وتكاسلاً منك في أداء الصلاة مع الجماعة .. .. وأحياناً أراك تصلي بجواري .. .. مع علمك بوجوب أداء الصلاة مع الجماعة فما بالك .. وماذا دهاك .. وأخشى أن يكون فيك خصلة من خصال المنافقين .. كما قال عبد الله بن مسعود: ( وما يتخلف عنها إلا منافق معلوم النفاق ) رواه مسلم.
أرى في بعض تصرفاتك حِدة .. .. ويتملكك الغضب .. والرسول صلى الله عليه وسلم حذّر من ذلك فقال: ( لا تغضب ) رواه البخاري .. رددها مراراً.
زوجي الحبيب
اتفقنا منذ البداية أن هذه رسائل مصارحة دافعها الإصلاح و المصالحة .. .. ولذا سأعلن لك للمرة الأولى يا زوجي الحبيب .. أنك إنسان جانبت طريق النظافة في ملبسك وفي مظهرك .. .. ولا أراك تستعمل فرشاة أسنان .. أمّا السواك: فإنه مفقود من جيبك منذ سنين .. .. وهو من سنن المصطفى صلى الله عليه وسلم .. فأين النظافة التي حث عليها الرسول صلى الله عليه وسلم ؟؟ وأين التزين للزوجة ؟؟
لا تغضب .. وراجع نفسك .. ولو أصبح حالي مثل حالك .. ماذا تفعل ؟؟ كان ابن عباس رضي الله عنه يقول: ( إني لأحب أن أتزين للمرأة .. كما أحب أن تتزين لي المرأة ).
زوجي الحبيب
مع طول الأيام .. نشأ بيني وبينك حاجز وهمي .. .. فلم تعد الصراحة هي طريقنا .. ولم نعد نتحدث ببساطة مثل ما سبق .. بل أصبحت أحسب ألف حساب لكل كلمة أقولها .. وماذا أقول .. فإلى هذا الحد نما وترعرع هذا الحاجز.
زوجي الحبيب
إني أرى أنك خير مَن ينصف زوجته .. قيل لعائشة رضي الله عنها: ( ماذا كان يعمل رسول الله في بيته ؟؟ قالت: كان بشراً من البشر: يفلي ثوبه .. ويحلب شاته .. ويخدم نفسه ) .. .. إنك يا زوجي تتصيد الهفوات .. وتجمع الزلات .. وأراك تعيد ذكر الزلة .. التي مضت منذ سنوات .. وتجمع علي أخطائي .. فكيف يصح هذا .. وأين كظم الغيظ .. وأين العفو والمسامحة .. بل أين الإحسان .. ( وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ) آل عمران: 134.
زوجي الحبيب
كان حبيبي رسول الله صلى الله عليه وسلم ينادي نساءه بأحب أسمائهن .. .. بل ويرخم الاسم إمعاناً في إظهار المودة والمحبة .. فكان ينادي عائشة رضي الله عنها بـ " يا عائش " رواه البخاري .. .. ولي شهور لم أسمع اسمي بصوتك الحنون .. حتى نسيت اسمي.
في الطريق ونحن سائرون .. .. أو في فترات الراحة .. .. أراك يا زوجي الحبيب .. تطلق لسانك .. تزدري زميلك .. وتغتاب مديرك .. وتغمز هذا وتلمز ذاك .. ألم تعلم أنه ( مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ) ق: 18 .. .. أنسيت أن صحائفك تطوى لك اليوم .. .. وتنشر أمامك يوم القيامة.
و من الظواهر المخالفة لسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم .. حلق اللحية .. وقد استمرأت النفوس هذا المنكر فلا ترى أحدا ينبه إلى هذه المعصية .. .. قال صلى الله عليه وسلم: ( خالفوا المشركين: وفّروا اللحى .. واحفوا الشوارب ) رواه البخاري.
زوجي الحبيب
لمن تجمع الدينار والدرهم .. وأنت تبخل به علينا .. .. هل تريد أن نتطلع إلى ما في أيدي الناس .. .. وأنت حي ترزق .. .. أولا تعلم يا زوجي العزيز أنك تؤْجر على النفقة .. .. كما قال صلى الله عليه وسلم: ( إذا أنفق الرجل على أهله يحتسبها .. فهي له صدقة ) رواه البخاري.
زوجي الحبيب
تمر بي حالات ضعف نفسي .. .. واضطراب جسمي .. .. وقد تصيبني الآلام والأمراض .. .. ولكنك لا تلقي لذلك بالاً .. مع أنني امرأة ضعيفة مسكينة .. كسيرة الجناح .. تأمل في حال الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته .. فلما مرضت رقية رضي الله عنها .. تخلف زوجها عثمان بن عفان رضي الله عنه عن معركة بدر .. ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم ضرب له بسهمه من الغنيمة .. وقال له: ( إن لك أجر رجل .. ممن شهد بدراً وسهمه ) رواه البخاري .. وما ذاك إلا من عظم أمر العناية بالزوجة.
زوجي الحبيب
ما رأيتك مبتسماً .. ولا مازحاً .. لأنني لم أر إلا عبوساً وهجراً .. عن عبد الله بن الحارث قال: ( ما رأيت أحدا أكثر تبسماً .. من رسول الله صلى الله عليه وسلم ) رواه الترمذي .. .. والتبسم يا زوجي صدقة من الصدقات التي تؤجر عليها .. قال صلى الله عليه وسلم: ( وتبسمك في وجه أخيك صدقة ).
زوجي الحبيب
سنواااااااات طويلة .. نعيش فيها سويا تحت سقف واحد .. لم أسمع طوال تلك السنوات .. كلمة حانية .. وهمسة محبة .. فأنا أعيش في صحراء مقفرة .. ليس فيها كلمة طيبة .. .. ونادراً ما أسمع منك كلمة شكر لطعام أعددته .. أو لباس جميل ارتديته .. ولم أعد أسمع منك كلمة: بحبك .. أحبك .. حبيبتي .. بجميع أحوالها النحوية .. منذ زمن بعيد.
زوجي الحبيب
إن زللت في هذه الكلمات .. فأنت من الكرام الذين يعفون عن الخطأ .. ويتجاوزون عن الزلل .. رزقك الله العافية .. وألبسك الله لباس الإيمان والتقوى .. وأقر عينك بصلاح أبنائنا .. وجمعني وإياك ووالدينا في الفردوس الأعلى من الجنة .. وجعلنا ممن ينادون يوم القيامة ( ادْخُلُوا الْجَنَّةَ .. أَنتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ ) الزخرف: 70 .. .. وصلي اللهم وسلم على حبيبي وقرة عيني محمد ابن عبد الله .. وعلى آله وصحبه ومن والاه وسلم يا رب تسليماً كثيراً. | |
|
زائر زائر
| موضوع: رد: امْرَأَةٌ قَالَتْ: زَوْجِيَ الحبيبْ الجمعة أغسطس 15, 2008 12:07 am | |
| |
|