لعلكم تعجبون من هذا العنوان ... وما علاقة الأقصى .. بنا .. ثم بالذنوب ... دعوني أحدثكم عما يجول بخاطري وما تحدثني به نفسي .. عن قضيتنا .. عن أقصانا .. أقصانا الأسير ... الأقصى ...ما هو الأقصى؟ تعالوا أعرفكم عليه .. إنه مسرى رسولنا الحبيب صلى الله عليه وسلم .. إنه أولى القبلتين ...
إنه أحد المساجد الثلاثة المباركة التي تُشد الرحال إليها .. إنه الأقصى الذي ذكره رب العزة في كتابه العزيز ((سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ)) إنه المسجد الذي صلى فيه رسولنا الحبيب بكل الرسل وكان إماماً لهم .. تعالوا نتساءل ما الذي حدث؟ ولماذا عنوان المقال .. الأقصى .. نحن ... والذنوب ...؟؟
أتذكر كثيراً قول الله عز وجل ((ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللَّه لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ)) .. فأعتصر حزناً وألماً وأقول: نعم هو ذلك .. ما حدث كان بما قدمت أيدينا .. وعدنا الله بقوله ((إِن تَنصروا الله يَنْصُركُم)) ولكننا أفْرطنا على أنفسنا فكانت النتيجة أن فَرَّطَّنا في أقصانا!!!! هل نشعر بعظم ما فعلنا .. لقد فرطنا ليس فقط في بيت مبارك من بيوت الله .. بل لقد فرطنا في ديننا ... الإسلام ... فهنا على كل البشر وصار حديث الرسول صلى الله عليه وسلم حقيقة فينا .. وما أشدها من حقيقة على النفس ((توشك أن تتداعى عليكم الأمم كما تتداعى الأكلة إلى قصعتها، قالوا: أو من قلة نحن يومئذ يا رسول الله؟ قال: بل أنتم يومئذ كثير ولكن غثاء كغثاء السيل، ولينزعن الله من صدور أعدائكم المهابة منكم، وليقذفن الله في قلوبكم الوهن، قالوا: وما الوهن يا رسول الله؟ قال: حب الدنيا وكراهية الموت)) ...
ولو ندري ماذا تفعل الذنوب فينا ... لفكرنا كثيراًُ قبل أن نقدم على فعل المعاصي .. الذنوب تنسي العبد نفسه .. كيف؟؟! كيف ننسى أنفسنا؟ وإذا كان فمن نتذكر إذن؟؟ نعم نسيان أنفسنا هو أعظم نسيان .. يقول الله تعالى ((ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم أولئك هو الفاسقون)) ... يقول ابن القيم ((المعاصي تزيل النعم الحاضرة وتقطع النعم الواصلة)) ... ومعنى المقولة ما عند الله لا ينال إلا بطاعته لأن الله جعل لكل شيئاً سبباً وآفه .. سبباً يجبله ،وآفه تزيله ... فلما غاب عنا هذا المعنى كانت النتيجة زوال النعمة وهيبة المسلمين ورفعة شأنهم ولم يبق إلا الذل والهوان والذي كان من نتائجه ضياع الأقصى ... ومن آثار الذنوب علينا أن قلوبنا قد فقدت معنى الغيرة ... أن تغير على دينك واسلامك واخوانك المستضعفين في كل مكان ... السبيل لاستعادة الأقصى لن يكون إلا إذا أصلحنا ما بيننا وبين الله وسبحانه وتعالى ... ويتساءل أحدنا هذا هو السبيل فقط؟؟!! فأقول ليس فقط ولكنه أحد السبل والأسباب والتي هي فرض على كل مسلم أن يصلح علاقته مع خالقه سبحانه ... ويعلم أن كل ذنب يقترفه ولا يتوب عنه يؤخر النصر ساعة .. ونحن مسائلون يوم القيامة عن هذا بين يدي رب العالمين. وأتذكر قول عمر بن عبدالعزيز ذلك الأمير الصالح الزاهد حين قيل له لقد امتنعت الذئاب أن تأكل الخراف منذ توليك الخلافة .. فأجاب: أصلحت ما بيني وبين ربي فاصلح الله ما بين الذئب والخراف ... ورحم الله الأعرابي الراعي في البادية الذي صرخ يوماً وقال: لقد مات عمر بن عبدالعزيز !! فقالوا له وكيف عرفت فاجأب لقد أكل الذئب الخراف !! وقد كان ..انظروا كيف كان حالنا حين كنا مع الله
فلنعاهد أنفسنا على أن نتوب إلى الله ونعود إليه ... ولا ننس سلاح الدعاء في كل وقت أن يرفع عنا البلاء والعناء وكيد الأعداء ... وان ندعو للمسلمين في شتى الأرض وللأقصى أن يعود ... ولنتذكر قوله سبحانه ((إن تنصروا الله ينصركم)) ...
موقع فور اسلام
دمتمـــ بحب
مـــــــــنتدي حمســـــــــاوي
نشكر الله سبحانه وتعالى على ما وصلنا إليه ونتمنى من الله ان نكون قد وفقنا الى إرضاءه تعالى ثم اسعادكم احبتنا