جحيش بن مهــــاوش الهشّال
الذي توفيت زوجته وأطفاله صغار السن فتفرغ لتربيتهم وكانت الحياه في ذلك الوقت شحيحه والمعيشه تكاد تكون منعدمه والطعام قليل وغيرمتوفر في بعض الايام .. وقيل أنه لقلة الزاد كان يعطيه أطفاله ويكتفي بالماء فقط وعندما كبرو أولاده وأشتد عودهم زوجهم كلهم ولكنهم بعد أن تزوجو أستغنو عنه ورحلو مع زوجاتهم وتركوه وحيداً بعد أن كبر سنه وشاخ وصار في حاجة لهم ولعطفهم تقديراً لشيبته ، وقد كان يبحث عنهم ولكنهم إذا سمعو به رحلوا من مكانهم وغيرو منزلهم فلا يصل إليهم ، وعندما علم بهذا التصرف منهم أخذ يدعو عليهم ثم قال فيهم هذه القصيده . وقد قيل أنهم أنقطعوا من دعائه عليهم فلم يكن لهم ترثيه ولم يبقى منهم أحد وكذلك لم ينجبو الله لايبلانا .
قـال الـذي يقـرا بلـيـا مكاتـيـب
يا للي تقـرُّون العمـى مـن عناكـم
يا عيال يا للـي تشرفـون المراقيـب
تريضوا لي واقصـروا مـن خْطاكـم
خـذو كـلام جحيـش مابـه تكاذيـب
مثـل السنـد مضمـون للـي وراكـم
ويا عيال وان صرتوا ضيوف ومعازيب
تـرى الكـلام الزيـن مِلْحـت قراكـم
وترى البلاسة مـن كبـار العذاريـب
تـرى البلاسـه مـا تطـول لحـاكـم
يصير بعيـون الرفاقـة تقـل شيـب
ليـا منَّـه اقبـل قيـل هـذا بـلاكـم
المذهب المذهب ترى المذهب الطيـب
وتـرى ردى المذهـب يبـوّر نساكـم
ياعيـال مـا سرحتـكـم للمعـازيـب
ياعيـال مـا عمـر المعـزب ولاكـم
يا عيـال مـا ضربتكـم بالمشاعيـب
ولاسمعـوا الجيـران لجَّـة بكـاكـم
يامـا تسعـرت الخلايـق تقـل ذيـب
أريـد مـن صيـد البـراري غذاكـم
وياما قطعت مـن الفيـاض العباعيـب
من خوف لا يقصـر عليكـم عشاكـم
أحفيـت رجلينـي بحامـي اللواهيـب
وخليـت لحـم الريـم خالـط غداكـم
واليوم شوفـوا لحيتـي كلهـا شيـب
وشوفوا محل تخوضعـي فـي ذراكـم
قمت اتوكّـا فـوق عـوج المصاليـب
وقصرت خطايه يـوم طالـت خْطاكـم
ياعيال يـا عيالـي عليكـم مطاليـب
عطونـي القرضـه جـزا مـا وتاكـم
خوالكـم ياعيـال هـم ماكـر الطيـب
ولـو تتبعـون الجـد ماحـدٍ شناكـم
ياعيـال ياعيـال الخنـا كلكـم عيـب
ياعيال مادري هالـردى منيـن جاكـم
ياعلكـم فـي حاميـات الاصـاويـب
ياللـي علـى الوالـد خبيـث لغاكـم
قصيتكـم واسْنَـدْت وادي سلاحـيـب
ولقيـت بالصبخـا مدافـيـق مـاكـم