امل حماس .....عضو .....
عدد الرسائل : 18 العمر : 39 البلد : المزاج : 0 : .. : تاريخ التسجيل : 11/07/2008
| موضوع: كن ايجابيا....وهده رسالتك الأحد يوليو 13, 2008 1:33 pm | |
| مقتبس من حديث الثلاثاء للشيخ أبوجرة سلطاني رئيس حركة مجتمع السلم الجزائرية تحدثت عن الربانية، والشمولية، والواقعية، والتوازن، وحاولت ربط هذه الأسس "بمعادن" الرجال لأخلص إلى نتيجة تربوية هامة هي "الخيرية" التي قال فيها الرسول (ص) : "خياركم في الجاهلية خياركم في الإسلام إذا فقهوا" ومع أن الفرق واضح بين من هو "خيار" ومن هو "خيّر" إلاّ أن الإيجابية تجعل – بالتربية والخلطة – كل من هو خيار يلتحق بأهل "الخيرية".
فما هي كيفية تحقيق هذا المطلب التربوي العظيم ؟ أولا الصفات العشر : الإنسان يُخلق وهو مزود بملكات ذاتية تسمى المواهب، وكل إنسان يمنّ الله عليه بنصيب منها – حتى ولو كان معوقا- فهناك دائما تعويض، بل إن بعض ذوي العاهات يصبحون عباقرة إذا وفرت لهم البيئة الاجتماعية شرطين : - الاهتمام والرعاية والتشجيع منذ الطفولة المبكرة - اكتشاف هذه المواهب وتوجيهها التوجيه الصحيح. بيد أن عامة خلق الله مزودون بأقساط من المواهب الفطرية التي يتفاوتون من خلالها في القدرة على الفعل، وفي الإرادة العازمة على تذليل الصعاب والعقبات. ولأن القدرة والإرادة هما اهم "مغذيات" الصفات الفردية للإيجابية فإن الفاصل بين "إيجابية الهدم" و "إيجابية البناء" تحددها عشر (10) صفات أساسية يمكن لكل واحد منا أن يختبر نفسه فيها ويحدد "المقادير" التي يتوفر عليها من هذه الصفات، ثم يطرح على نفسه السؤال التالي : هل أنا مؤهل لأكون إيجابي الهدم أو إيجابي البناء ؟ وهل استطيع التخلص من مشاعر الهدم إذا كنت راغبا فيه وقادرًا عليه ؟ وبعد الإجابة عن هذا السؤال التربوي، وتلقي الإجابة عنه، اختبر نفسك (في تجرد تام) لتعرف مدى صلتك بخاصية الإيجابية، وتحدد نوعها من منطلقات الصفات النبوية الثلاث الأساسية، وهي : - الصدق : مع الله، ومع النفس، ومع الناس - الأمانة : في القول، والفعل، والتعامل مع المحيط - التبليغ : أمرًا بمعروف، ونهيا عن منكر، وإصلاحا بين الناس... فإذا كنت صادقا، أمينا، مبلغا.. فإن حظك من الإيجابية كبير جدًّا، وأن نوع الإيجابية التي هي "مخبوءة" أو كامنة في أعماقك هو نوع "الخيارية" في المعدن (الأصل) المؤدية إلى "الخيرية" في المعاملة التي هي ثمرة من ثمرات الخلطة والصبر على أذى الناس. هذه الصفات العشر (10) هي : القدرة على التعارف، والتواضع، والتواصل، والعفو، والتحمل، والخلطة، ثم إرادة فعل الخير، والتنظيم، والتجديد، وقبول الآخر. وتلاحظ أنني قسمت هذه الصفات العشر الأساسية إلى صفات قدرة وصفات إرادة، وهما متكاملتان إذ لا قيمة لإرادة لا تتحقق بقدرة ولا معنى لقدرة يمتلكها إنسان سلبي لا يريد أن يغيّر ولا أن يتغيّر لاعتقاده أنه ليس في الإمكان أبدع مما كان !؟ ثانيا، محتويات الصفات العشر : لكل صفة من هذه الصفات محتويات إيجابية أنت المسؤول وحدك عن "تطويرها"، وتعميق مفاهيمها، و"ترويض" نزواتها العاطفية بنظراتك العقلية، فالرغبات أحصنة جامحة لا تلجمها إلاّ نظرات العقول، والعواطف عواصف والعواصف نواسف. أ-صفات القدرة الست : القدرة على التعارف والتواصل مع الناس لكسر جدران الانعزالية وظلمات "الكهفية" بالخروج من خرائب البوم إلى فضاءات الصقور والنسور... وهذه أولى خطوات الإيجابية التي من أجلها خلقنا : "يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا...". أما القدرة على التواضع فهي خلق الأنبياء والمرسلين (ع) إذ يستحيل أن يلتقي الكبر والإيجابية، كما لا يمكن أن يكون الجبار نافعا للناس، ولا المتكبر خادما للخير ناشرًا للفضيلة.. وأما التواصل فمعناه الحرص على إفشاء السلام، وإطعام الطعام، والتهنئة في المناسبات السارة والتعزية في اللحظات الضارة، والسؤال عن الحال ( ولو بالهاتف أو المايل ...) وكل ذلك مما أمر الله به أن يوصل، لاسيما مع ذوي الأرحام، ومن له عليك فضل ناهيك عن أفراد " الجماعة " الواحدة. وأما العفو فصفة كبار النفوس الذين يحبهم الله ويرفعهم إلى درجات المحسنين، كون العفو قدرة عالية على السمو فوق جراحات اللحظة وألم الإساءة وإيثار ما عند الله على ما عند الناس ولو أساؤوا إليك و أنت ضعيف، ثم مكنك الله من رقابهم وأنت في حالة قوة .... فليكن قدوتك من قال لكل خصومه : " اذهبوا فأنتم الطلقاء". وأما التحمل فهو اختبار نفوس الرجال في لحظات العسرة، تماما كما تختبر المعادن في النيران، فالإيجابي لا ينهار بالكلمة النابية ولا يتهاون أمام "مطارق" القائلين لإخوانهم هلموا، والايجابية لا يسقط بالضربة القاضية ولا ينهار صاحبها عند الصدمة الأولى، فمعدنه نفيس يعلوه الغبار ولكنّه لا يصدأ ! ؟ وأما الخلطة فشرط من شروط الاختبار في مدرسة الإيجابية، فمن كان يعيش داخل بيته لا يخالط أحدًا ولا يتحدث مع أحد ولا يحمل رسالة ولا يدافع عن قضية .. مثل هذا " المدفون " لا ينتظر منه أحد أن يكون إيجابيا لأنه لا يحب أن ينخرط في أمة الخيرية: ولا أن يخالط الناس " والمؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من المؤمن الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم ". هذه هي صفات القدرة، أما صفات الإرادة المكملة للقدرة، فأولها إرادة فعل الخير، وهي عملية تبدأ فطرية ( فكل إنسان سوي يحب أن يفعل الخير) ولكن لا بد من تنمية فعل الخير الفردي "بهيكلته " في جهد جماعي فتكون الإرادة جماعية : " ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير .. " وثانيها التنظيم الذي يعني كذلك التخطيط لكل صغيرة وكبيرة، وضبط كل حركاتك وسكناتك بشرطي النية الصالحة والهدف النبيل ، أو كما قاله علماؤنا: الإخلاص لله تعالى في القول والعمل والصواب الذي لا يكون فيه العمل إلا " مسيَّجًا " بضوابط الشرع وبأخلاق التعامل مع الناس. وثالثها إرادة التجديد التي تعني الابتكار واكتشاف الأساليب المحركة لطاقات الخير والمفعلة للقدرات، والدافعة باتجاه كسر "روتين " الأنماط الموروثة عن ماض قد لا يكون كله مناسبا لزماننا، فليس معنى نجاح جدك في حراثة الأرض مثلاً، أنك لن تكون ناجحا إلا بالدفاع عن " محراث " الآباء و الأجداد ! ؟. وآخرها قبول الآخر الذي يسمى عندنا اليوم بالانفتاح على الآخر ضمن شروطك في الثوابت والمبادئ .... والتعاون بعد ذلك على دفع المضار وتقليلها وجلب المنافع وتكثيرها بما يصون كرامة الإنسان ويحقق نتيجة آدميته بين الناس. فإذا جمعنا هذه الصفات العشر (10) أعطت نتيجة بارعة خلاصتها : العيش لرسالة، والدفاع عن قضية، و الانتصار للحق والخير والجمال، بصدق وتواضع وبساطة ومثابرة وتحمل وتنظيم وخلطة واجتماع وتواصل وتعارف وتفاؤل وعفو وتجاوز وإبداع وتجديد وتفتّح وزرع الأمل.. وكل هذه الصفات المغذّية للإيجابية تستغرقها الصفات الثلاث الأساسية : الصدق، والأمانة، والتبليغ ، ولكل واحدة من هذه الصفات الإيجابية صلة بالمواهب المطبوعة (الموروثة) التي تصقلها التجارب وتوجهها الدربة ويفجرها في أوجه الخير بالتكوين والتدريب والتعليم والإحاطة بوسائل العصر فإذا وجدت في نفسك هذه الصفات فأنت صاحب " معدن" نفيس ولكنك بحاجة إلى توجيهات إضافية لتكون خادماً للرسالة ومدافعا عن القضية.
والله المستعان. | |
|