عطلة صيف الخليج التلفزيونية تتجاهل الفقراء وصباح العرب مشغول بتجميل الاعضاء! زهرة مرعي
27/06/2008
بدأ فضاء الصيف التلفزيوني العربي يأخذ مكانه الفعلي قبل أن يبدأ شهر تموز يوليو، حيث راحت العديد من البرامج تختم موسمها الربيعي وتذهب في إجازة قد تمتد شهراً أو شهرين. موسم الصيف التلفزيوني يبدو أنه وثيق الصلة بمجتمع الخليج. وهو يشكل معياره الأساس الذي ينطلق منه في تقديم الجديد أو في الإستمرار بما هو موجود من برامج. ويبدو أن إحصائيات الأقنية التلفزيونية تفيد بتراجع كبير في مستوي المشاهدة التلفزيونية خلال شهري تموز/يوليو وآب/أغسطس. وفي هذين الشهرين تغادر نسبة لا بأس بها من مواطني الخليج العربي بلدانها إلي أخري أكثر لطافة في مناخها. وبهذا تخسر الأقنية التلفزيونية نسبة من المشاهدين. هذا النظام التلفزيوني المعتمد في أقنية الدول الخليجية بشكل عام، هو معتمد أيضاً مع أقنية عربية أخري لها صلتها الإعلانية الوثيقة بسوق الخليج. ومنها علي سبيل المثال الفضائية اللبنانية أل بي سي التي ترتبط بعقد إندماج مع أقنية تلفزيون روتانا. وفي سياق هذه البرمجة التلفزيونية الصيفية التي يتراجع خلالها الجديد التلفزيوني إلي حده الأدني نري ظلماً كبيراً يلحق بالغالبية العظمي من المشاهدين. فهؤلاء الذي تفرض عليهم مشاهدة اعادات لعدد كبير من البرامج، مع العلم أن بعض الأقنية لا تكلف نفسها بوضع إشارة إعادة، هم بكل تأكيد الغالبية العظمي من الناس. وحتي في دول الخليج نفسها التي تتميز بالغني، وبخاصة في أكبرها حجماً علي صعيد السكان، وأعني بها السعودية، فقدرة السفر خارج البلاد مقتصرة علي فئة معينة. وإذا أخذنا بعين الإعتبار الشعب المصري وهو الأكبر علي صعيد الدول العربية كافة، وحيث هناك 50 بالماية من السكان أي ما يفوق ال35 مليون إنسان تحت خط الفقر أو يحومون حوله، ليس بإمكانهم السفر حتي ضمن البلد نفسه. ناهيك عن وضع سكان المغرب العربي. ومع ذلك تكون للأقنية التلفزيونية صيفيتها الطويلة في كافة برامج التسلية والترفيه، وفي البرامج الإجتماعية. وحدها البرامج السياسية تعلن العصيان المدني بوجه العطلة الصيفية، فتستمر تتحفنا بما لا يسر العين ولا يفرح القلب. إذاً، التلفزيون دائماً يأخذ بعين الإعتبار خلال برمجته، الطبقة الوسطي وما فوقها، وهي وحدها التي تشكل عصب التأثر بالإعلان والإستجابة له. ولأن الطبقة الوسطي وما فوقها تذهب في إجازة خلال الصيف، فلا بد للبرامج من أن تحذو حذوها. وليذهب معدومو الشعب العربي ، وهم الغالبية الساحقة إلي الجحيم. فهم بنظر واضعي برامج بعض الأقنية التلفزيونية بالكاد يستحقون الإعادات.