للعلماء في تعليل ذلك أقوال أرجحها عند ما روي عن الأمام علي بن أبي طالب رضي اللهعنه أنه قال: بسم الله الرحمن الرحيم أمان، وسورة براءة نزلت برفع الأمان (ذكره ابنالجوزي في زاد المسير) فهذه السورة في الواقع تعلن إعلانا عاما بقطع المواثيق ونبذالعهود التي بين المسلمين وبين المشركين، إلا ما كان منها إلى أمدموقوت.
ولم نقضه أصحابه، ولم يظاهروا على المسلمين أحدا… فطالما فعلتالوثنية الأفاعيل مع المسلمين، وطالما صبت عليهم سياط العذاب، وطالما تعاونت معاليهودية الفاجرة وطالما غدرت بالمسلمين، فلم يكن لها عهد ولا ذمام، ولم يكن لهاقانون ولا نظام، ولم يكن لها رادع خلقي يردعها، فكان لا بد أن يصفي الإسلام حسابهمعها، فنزلت سورة التوبة تعلن البراءة من الله والرسول إلى هؤلاء الناس… (براءة منالله ورسوله إلى الذين عاهدتم من المشركين)التوبة:1. وكأن وجود البسملة مقرونابالرحمة موصوفا بالرحمن الرحيم يوجب نوعا من الأمان لهؤلاء الناس. والسورة ليس فيهاأمان بل فيها: (فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كلمرصد)التوبة:5، (وقاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة)التوبة:36فلا مجاللهؤلاء إلا السيف، وإلا القتال ولا مجال لرحمة ولا أمان.
والله اعلم