لا يا جرح المكان....لا
لا يا جرح المكان..لا
لا تكتب .على مناديلي...على دفاتري...
لا ترسم على أوراقي صدى...وقلم
وتحفر في أعماقي...
أمر بين يديك .. وأسمعك وتسمعني
تحدتني وتخبريني بصمت..
وصمت في صمت يهطل في أوراق...
تلك الأوراق..
تتحدث لي ..اسمع الحديث
ارتشف في مكانك زهو الخريف
وشمس أشرقت هناك ..
بين تلك الزهور .
بين تلك الأشياء
أشرقت حينما ظننت المكان مشرقا
وظننت انه البداية
وابتسامة لم تعرفها....
حينا فقدت فافتقدت ربيع زغاريد لتوها أشرقت
فهوت في عمق من العبرات
وكم فقدت...وكم سكبت...
كم فقدت في خفايا جدرانك من كلمات
لا يا جرح المكان لست ابكي
لست أرويك
فقط انثر ذكراك فوق دفتيك
واحمل قطوفك فوق قطوف حيرتي
واسرد سطورك فوق جسور الكلمات
نظرت إليك ...
مثلما تغرق عيوني في ذكراك
مثل بحر يثور في سوادهما
مثل موج يتدفق من في شاطئ مناديلي.
مثل حلم يشرق ويضمحل..
احملها تلك النسمات في قلبي
أضمها إلى قطوف إحساسي
اغرسها في سطور ذاتي
وهي تترنم لتوها بتلك الكلمات
كل الجدران تعرفني...كل الجدران ..
والسقف ...يخبرني
والأرضية تروي قصتك على ترنيم خطوات
تقرا في كل خطوة خطي قدمي
ودمعة سقطت لتوها
على دمعاتي
أمر بجدرانك تتلاشى الخطى والعين تسبح
في نسيج الذكريات...
ونسيم يخبرني أنا النسيم اخبره بشجني
وبجرح كل الجدران
كل أماكن تتكلم بعمق
كلها تسمعني من همسك الكلمات
وكلها تترنم ما عدا مكانك..
فقط بالجروح يتكلم
بالدموع يهمس
ويسرد فقط خرائط جرح في ذكري رمال
زحفت على شواطئ حلمي
فاغتالت كل حلم رسمته بين الشطان
فقط هو لون من غروب قمر
يسرد قصة ذكرى ..
في مد أمواجه الراحلة
بين كلماتي...
بين كلماتي..فقط اكتبها...
وأقولها في قوة وصمت..
وأقولها في صرخة..لا..لا..ثم لا
لا تبكي يا جرح المكان.