ذكر مسؤول أمني لبناني أن أربعة أشخاص على الأقل قتلوا صباح اليوم الاثنين في تجدد الاشتباكات بين منطقتي جبل محسن وباب التبانة في مدينة طرابلس شمالي البلاد، وسط معلومات عن اعتزام الجيش نشر قواته في المنطقة.
ولقي أربعة أشخاص مصارعهم أمس وقضى خامس اليوم متأثرا بجراحه، مما يرفع الى تسعة عدد قتلى الاشتباكات إضافة الى نحو 48 جريحا حسب معلومات المصادر الأمنية.
وأفادت مراسلة الجزيرة سلام خضر من طرابلس أن هدوءا حذرا ساد المدينة تخلله طلقات متقطعة للأسلحة رشاشة، لكن الاشتبكات عادت للاندلاع ظهرا فيما اندلعت بعض الحرائق في منطقة جبل محسن جراء إطلاق النار.
وشهدت الأحياء المتداخلة في المنطقة حركة نزوح بعد تجدد الاشتباكات التي استخدمت فيها أمس الأسلحة الرشاشة والقذائف، والتي تدخل مدير العمليات في الجيش اللبناني لوقفها حسب مراسلة الجزيرة.
وكانت الأطراف السياسية في المنطقتين قد وقعت ميثاق شرف برعاية مفتي طرابلس مالك الشعار، يحرم الاقتتال بين أبنائهما. وينص الاتفاق الذي تم التوصل إليه في ثكنة للجيش اللبناني, على أن تتولى القوات المسلحة مهمة حفظ الأمن وملاحقة المخلين به وقمع مظاهر التسلح.
وينتمي عدد من سكان جبل محسن إلى الحزب العربي الديمقراطي الموالي للمعارضة والقريب من دمشق, فيما ينتمى جزء من سكان باب التبانة إلى تيار المستقبل الموالي للحكومة وإلى بعض التيارات القريبة من المعارضة.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر عسكري لبناني أن "الجيش سيعزز انتشاره في مناطق الاشتباكات ويمنع أي مظاهر مسلحة ويقمع التجاوزات مهما كان مصدرها". وأوضح المصدر أن هذه الخطوة تقررت بعد "إجماع الأطراف" على تكليف الجيش ضبط الأمن.
ويتزامن تجدد الاشتباكات بطرابلس مع تزايد القلق من التأخر في تشكيل حكومة الوحدة الوطنية التي نص اتفاق الدوحة بين الموالاة والمعارضة اللبنانية الشهر الماضي، على تشكيلها.
تساؤلات الأحدب
وتساءل نائب طرابلس في البرلمان مصباح الأحدب عن سبب عدم قيام الجيش بضبط الوضع في ثاني أكبر المدن اللبنانية، مشيرا إلى وعد بأن يتم ذلك في وقت لاحق الاثنين.
وقال الأحدب المنتمي لحركة التجدد الديموقراطي -أحد مكونات قوى 14 آذار- إن هناك جهودا لوقف النار، لكن الوضع لم يهدأ بسبب قيام من وصفه بـ "طرف ثالث" بتأجيج الوضع بين جبل محسن ومنطقة باب التبانة.
وأضاف النائب "تلقينا وعدا بأن يتم ذلك (تدخل الجيش) اليوم" متسائلا "كيف يقبل(الجيش) أن يكون موجودا على طريق دولية مقطوعة بسبب هذه الممارسات؟".
ونقلت مراسلة الجزيرة في هذا الصدد عن مسؤول بالجيش قوله إنه لن يدخل المنطقة التي تشهد الاشتباكات "قبل الحصول على ضمانات".
من ناحية أخرى أدرج الأحدب ما تشهده طرابلس في إطار ما حدث في بيروت مطلع مايو/ أيار على يدحزب الله المعارض الذي سيطر عليها إثر مواجهات عسكرية امتدت إلى المناطق الدرزية بالجبل، وأسفرت عن مقتل 65 شخصا.
وقال الأحدب إن "ما يجري استمرار لما بدأ في بيروت. من يسمع تصاريح مسؤولين من حزب الله يفهم أنهم مستمرون بالعمل للسيطرة على البلد".
وهو يلمح بذلك لتصريح مسؤول العلاقات الدولية بحزب الله نواف الموسوي أمس الذي حذر فيه "من أي محاولة لتركيب وضع في لبنان لطعن المقاومة في ظهرها" في إشارة إلى احتمال تعيين ضباط أمن كبار لا ترضى عنهم المعارضة.
عماد ياسين
في سياق آخر نجا مسؤول بمجموعة جند الشام الفلسطينية من محاولة اغتيال تعرض لها أمس، بعبوة ناسفة في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين جنوبي لبنان.
وذكر مصدر فلسطيني أن عماد ياسين (فلسطيني الجنسية) الذي أصيب بجروح خطرة نقل إلى أحد مستشفيات المخيم بعد موافقة حركة فتح أكبر الفصائل الفلسطينية التي تلاحقه للاشتباه بدوره في عمليات تفجير سابقة، وذلك "لأسباب إنسانية".
وأشار المصدر إلى أن "حالته الصحية حرجة لكنها مستقرة" ولا يمكن أن ينقل للعلاج خارج مخيم عين الحلوة "لوجود عدة مذكرات توقيف لبنانية بحقه".
المصدر الجزيرة نت