من أين أبدؤها وكيف أصوغها , هل أحكي لكم كيف أُنتهك عرض والدتي , أم مِن يوم أُسِر والدي على يد الصهاينة , أم من يوم أصبحت دمعة أخي الرضيع مشهد كل يوم جديد ؟
كنت أسمع عن أخواتي العفيفات في كوسوفو , وكيف خذلتموهن , ولم كنت أصدق أن جنود الصرب يغتصبنهن بعد أن يصرح الواحد منهم باسمه ! ولسان حاله ؟ قوموا بتربية أبني لعله يعلمكم بعض الكرامة ؟
كنت أسمع عن الشيشانيات , وفاطمة التي اغتصبت في زاوية بيتها , ولم يكن لها حلم سوى فارس " عنده كرامة " ينقذها من بين أيدي الوحوش الضارية .. وصدمت عندما رأيت أخواتي العرقيات يبعنهم الأمريكان على من يا ترى ؟ على المسلم ! لكي يغتصب المسلم المسلمة , فهذه العراقية أخوها ميِّت وأبوها مأسور وأمها مريضة وأخوتها مشردون .. وأنتم يا ( وصمة العار ) تنهشون !
حينها علمت أن كلمة ( الرجولة ) ليست مرادفة للذكر .. ومضينا ندفن جراحنا ونخفي مآسينا بضحكات الطفولة البريئة .. حتى أعلن العالم سجنه الكبير في التاريخ علينا , وذهب المجرمون يوقعون على تأسيس هذا السجن , ويحددون الطريقة التي سوف نموت بها , وبعد هذا كله يرقصون رقصة الحرب بالسيف العربي , تباً لكم ..
فنقصف , ونجوّع , ونباد , وأنتم تضربون كف بأخرى وتحوقلون , فصغيركم يلهو بدميته , وكبيركم غرته دنياه , أقولها لكم والله لن يرحمكم التاريخ يا من خذلتمونا , حتى الدعاء تنتظرون الأذن .. حتى تدعوا لنا , أف لكم ..
أما علمتم عن أختي التي طلبت بندقية مهر لها , أو تلك التي اتخذت حزام ناسف حلية لها .. أقول : اذهبوا غير مأسوف عليكم , وادعوا الله أن يخرج من أصلابكم من هم ( أعز كرامة منكم ) .
فسنواجه أعداءنا بقوة الله ثم يقين أولياؤه .. فقد مللنا الصمت الرهيب والطرح السامج والحديث الباهت والعرض الممل لقضيتنا , وقررنا إعادة طرح القضية , ولكن بلون جديد .. هو لون الدم , وماء جديد .. هو ماء الكرامة , وعزيمة العازم إلى الجنة ..
وسوف أطلق هذه الصرخة , لا لتسمعوها أنتم , بل ليسمعها الحجر والشجر : أبي يقولون أنت مجرم , في الحقيقة أنت لست مجرم , أبي لم حرموني منك , اعتقلوك دون أن تقبلني قبلة واحدة , دون أن تمسح دمع أمي المسكينة ..
أمي أرى الدمع في عينيك كل صباح , أمي هل سار أبي من جديد أو سيرحل دون أن أراه إلى يوم الوعيد , أو سيمسح دمع أمي الذي يسكب كل فجر يوم جديد , أبي أين أنت يا أبي , آه يا طفولتي المستعمرة , يأتي العيد تلوا العيد , ويأتي الوليد تلو الوليد , ويسقط الشهيد تلو الشهيد وأبي قابع خلف قضبان الحديد ..
أين اليوم الذي ستكسر فيه قضبان الحديد .. فعار عليكم وأبي قابع خلف قضبان الحديد .. أريد أبي , أريد أبي , أريد أبي ..
التوقيع : طفلة فلسطينية
فلنعيد بناء امتنا
منقول