إن من أخطر أمراض هذا العصر الذي انتشر
شرره وعظم خطره وكثر ضرره فلا يكاد يسلم
منه أحد خاصة من فئة الشباب فهم من أكثر الناس
وقوعا فيه نسأل الله تعالى السلامة والعافية.
وإن مما يزيد الأمر سوء والبلاء بلاء أن يكون هذا
المرض في أهم أعضاء بدن الإنسان ألا وهو القلب.
نعم إنه قسوة القلوب وتبلد الأحاسيس وضعف المشاعر
قال عليه الصلاة والسلام:"ألا إن في الجسد مضغة إذا
صلحت صلح الجسد كله,وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا
وهي القلب".
أصناف القلوب وأنواعها:
لو استعرضنا أحوال الناس وأصناف قلوبهم لوجدناهم
أصنافا وأحزابا...........كل حزب بما لديهم فرحون!!!!
*فصنف من الناس قد ماتت قلوبهم::: فغرتهم أنفسهم
وغرتهم الحياة الدنيا وظنوا أنهم إلى ربهم لا يرجعون!!
إن أحب أحب لهواه وإن أبغض أبغض لهواه وإن أعطى
أعطى لهواه وإن منع منع لهواه فهواه آثر عنده وأحب إليه
من رضا مولاه.
فالهوى إمامه,,,والشهوة قائده,,,والجهل سائقه,,,والغفلة
مركبه,لا يستجيب لناصح,,,ويتبع كل شيطان مريد,,,
الدنيا تسخطه وترضيه,,,والهوى يصمه عما سوى الباطل
ويعميه,,, قال الله تعالى:""أولئك الذين طبع الله على قلوبهم
واتبعوا أهواءهم"".
*والصنف الآخر من الناس من استناروا بنور الإيمان ولكن
عليه ظلمة الشهوات وعواصف الأهواء فللشيطان هناك إقبال
وإدبار ومجالات ومطامع فالحرب دول وسجال.
ولا غرابه في انتشار هذا الصنف وقد ملئ زماننا بالوسائل
العظمى التي تصد القلوب وتلهيها فمن ذلك: الأفلام الساقطة,
والأغنية الماجنة,والمجلة الفاسدة,ومجالسة من بمجالستهم
تقسوا القلوب وتمرض(وكم جلبت هذه من نقمة ودفعت من
نعمة؟ وأنزلت من محنة وعطلت من منحة وأحلت من ررية
وأوقعت في بلية؟).
*والصنف الأخير من الناس أصحاب القلوب الحية: القلوب
اليقظة التي الران إليها سبيلا وما أفسد شيء من حب الدنيا
أجهزة الإحساس في قلوبهم حتى يصل الإحساس بأحدهم
أنه يتذكر ذنبا منذ أربعين سنة ما زال يحس بأثره.
اللهم إننا نسألك إيمانا يباشر قلوبنا ويقينا صادقا ولسانا
ذاكرا.