انا مع الارهاب للشاعر الكبير نزار قباني

) متهمون نحن بالإرهاب.. إن نحن دافعنا عن الوردة...والمرأة.. والقصيدة العصماء..وزرقة السماء.. عن وطن لم يبقى في أرجائه..ماء..ولا هواء.. لم تبقى فيه خيمة..أو ناقة..أو قهوة سوداء.. (2) متهمون نحن بالإرهاب.. إن نحن دافعنا بكل جرأة ..عن شعر بلقيس وعن شفاه ميسون..وعن هند..وعن دعد.. وعن لبنى وعن رباب.. عم مطر الكحل الذي.. ينزل كالوحي علي الأهداب..!!! لن تجدوا في حوزتي ..قصيدة سرية.. أو لغة سرية.. أوكتبا سرية أسجنها في داخل الأبواب وليس عندي أبدا قصيدة واحدة تسير في الشارع ..وهي ترتدي الحجاب..! (3) متهمون نحن بالإرهاب.. إذا كتبنا عن بقايا وطن.. مخلع..مفكك..متهرئ أشلاؤه تناثرت أشلاء.. عن وطن يبحث عن عنوانه .. وأمة ليس لها سماء.. (4) عن وطن لم يبقى من أشعاره العظيمة الأولى سوى قصيدة الخنساء..!! (5) عن وطن لم يبقى في آفاقه حرية حمراء ..أو زرقاء أو صفراء (6) عن وطن يمنعنا أن نشتري الجريدة أو نسمع الأنباء.. عن وطن كل العصافير به.. ممنوعة دوما من الغناء... عن وطن كتابه تعودوا أن يكتبوا .. من شدة الرعب ..علي الهواء..!! (7) عن وطن يشبه حال الشعر في بلادنا مرتجل..مستورد.. وأعجمي الوجه واللسان فما له بداية..وما له نهاية ولا له علاقة بالناس أو بالأرض أوبمأزق الإنسان... ( عن وطن يمشي إلي مفاوضات السلم.. دونما كرامة..ودونما حذاء (9) عن وطن .. رجاله بالوا علي أنفسهم..خوفا.. ولم يبقى سوى النساء (10) الملح في عيوننا.. والملح في شفاهنا.. والملح في كلامنا.. فهل يكون القحط في نفوسنا..؟؟ إرثا أتانا من بني قحطان..؟ لم يبقي بني أمية..معاوية..ولا أبو سفيان.. (11) لم يبقي من يقول لا.. في وجه من تنازلوا.. عن بيتنا..وخبزنا..وزيتنا.. وحولوا تاريخنا الزاهي إلي دكان.. (12) لم يبقي في حياتنا قصيدة.. ما فقدت عفافها.. في مضجع السلطان..!! (13) لقد تعودنا علي هوائنا ماذا من الإنسان يبقي..؟ حين يعتاد علي الهوان (14)
ابحث في دفاتر التاريخ... عن أسامة بن منقذ... وعقبة ابن نافع عن عمر..عن حمزة عن خالد يزحف نحو الشام... ابحث عن معتصم بالله... حتى ينقد النساء من وحشية ومن ألسنة النيران
ابحث عن رجال أخر الزمان فلا أرى في الليل إلا قططا مذعورة... تخشى على أرواحها من سلطة الفئران؟؟ (15) هل العمى العمى القومي...قد أصابنا؟ أما نحن نشكو من عمى الألوان ؟؟ (16) يتهمون نحن باالارهاب... ادا رفضنا موتنا... بجارفات إسرائيل... تنكش في ترابنا... تنكش في تاريخنا... تنكش في إنجيلنا تنكش في قراننا تنكش في تراب أنبيائنا... إن كان هدا ذنبنا ما أجمل الإرهاب (17) متهمون نحن باالارهاب ادا رفضنا محونا... على يد الغول ...واليهود ...والبرابرة... ادا رمينا حجرا... على زجاج مجلس الأمن الذي استولى عليه قيصر القياصرة؟؟ (18) متهمون نحن بالإرهاب... إذا رفضنا أن نفاوض الذئب وأن نمد كفنا لعاهرة...!!! ـ19ـ أمريكا ضد ثقافات البشر.. وهي بلا ثقافة ضد حضارات الحضر...وهي بلا حضارة.. أمريكا بنايات عملاقة...ليس لها جدران.. ـ20ـ متهمون نحن بالإرهاب... إﺫا رفضنا زمنا...صارت به أمريكا.. المغرورة ...الغنية...القوية.. مترجما محلفا للغة العبرية...!!! ـ21ـ متهمون نحن بالإرهاب... إﺫا رمينا وردة...للقدس...للخليل أو لغزة...أو للناصرة... إﺫا حملنا الخبز والماء...إلي بغداد المحاصرة..!! ـ22ـ
متهمون نحن بالإرهاب... إﺫا رفعنا صوتنا...ضد الشعوبيين من قادتنا.. وكل من قد غيروا..سروجهم..!! وانتقلوا من وحدويين إلي سماسرة.. ـ23ـ إﺫا احترفنا مهنة الثقافة.. إﺫا تمردنا علي أوامر الخليفة العظيم...والخلافة إﺫا قرأنا كتبا في الفقه والسياسة... إﺫا ﺬكرنا ربنا تعالي.. إﺫا تلونا سورة الفتح.. وأصغينا إلي خطبة الجمعة... فنحن ضالعون في الإرهاب.. ـ24ـ
متهمون نحن بالإرهاب... إﺬا دافعنا نحن عن أرضنا...وعن كرامة التراب.. إﺬا تمردنا علي الاغتصاب..الشعب واغتصابنا.. إﺬا حمينا آخر النخيل في صحرائنا.. وآخر النجوم في سمائنا... وآخر الحليب في أثداء أمهاتنا... إن كان هﺬا ﺬنبنا ...ما أروع الإرهاب...!! ـ25ـ أنا مع الإرهاب... إن كان يستطيع أن ينقدني ... من المهاجرين من روسيا..ورومانيا...وهنغاريا...وبلونينا... وحطوا في فلسطين علي أكتافنا... ليسرقوا..مآﺬن القدس...وباب المسجد الأقصى.. ويسرقوا النقوش..والقباب.. ـ26 أنا مع الإرهاب ...إن كان يستطيع أن يحرر المسيح.. ومريم العذراء ..والمدينة المقدسة.. من سفرات الموت ..والخراب..!!! ـ27ـ بالأمس...كان الشارع القومي في بلادنا ...يصهل كالحصان... وكانت الساحات أنهارا ...تفيض عنفوان.. وبعد أوسلو..لم يعد في فمنا أسنان.. فهل تحولنا إلي شعب من العميان والخرسان..؟؟؟ ـ28ـ متهمون نحن بالإرهاب... إن نحن دافعنا بكل قوة عن إرثنا الشعري.. عن حائطنا القومي..عن حضارة الوردة.. عن ثقافة النايات..في جبالنا.. وعن مرايا الأعين السوداء.. ـ29ـ متهمون نحن بالإرهاب... إن نحن دافعنا بما نكتبه..عن زرقة البحر.. عن رائحة الحبر..عن حرية الحروف.. وعن قدسية الكتاب.. ـ30ـ أنا مع الإرهاب .. إن كان يستطيع أن يحرر الشعوب..من الطغاة والطغيان.. وينقﺬ الإنسان من وحشية الإنسان.. ويرجع الليمون والزيتون والحسون..للجنوب من لبنان.. ويرجع البسمة وحرية الجولان ... ـ31ـ أنا مع الإرهاب.. إن كان يستطيع أن ينقﺬني ..من قيصر اليهود ... أو من قيصر الرومان.. ـ32ـ أنا مع الإرهاب.. ما دام هﺬا العالم الجديد..مقتسما.. ما بين أمريكا وإسرائيل..بالمناصفة..!!! ـ33ـ أنا مع الإرهاب ... بكل ما أملك من شعر..ومن نثر..ومن أنياب.. ما دام هﺬا الجديد..بين يدي قصاب.. ـ34ـ أنا مع الإرهاب... ما دام هﺬا الجديد..قد صنفنا.. من فئة الﺬباب..!!! ـ35ـ أنا مع الإرهاب... إن كان مجلس الشيوخ..في أمريكا.. هو الﺬي في يده الحساب.. وهو الﺬي يقرر الثواب والعقاب..!! ـ36ـ أنا مع الإرهاب.. مادام هﺬا العالم الجديد.. يكره في أعماقه رائحة الأعراب.. ـ37ـ أنا مع الإرهاب... مادام هﺬا العالم الجديد.. يريد أن يﺬبح أطفالي.. ويرميهم إلي الكلاب.. ـ38ـ من أجل هﺬا كله... أرفع صوتي عـــــــــــــــا ليا... أنا مع الإرهـــــــــــــــــــــــــــاب...!!!
أنا مع الإرهـــــــــــــــــــــــــــاب...!!!
أنا مع الإرهـــــــــــــــــــــــــــاب...!!!
أنا مع الإرهـــــــــــــــــــــــــــاب...!!!
أنا مع الإرهـــــــــــــــــــــــــــاب...!!!
أنا مع الإرهـــــــــــــــــــــــــــاب...!!!
أنا مع الإرهـــــــــــــــــــــــــــاب...!!!
نزار قبانـــي لندن في 15 أبريل

من أجل هذا كله... أرفع صوتي عـــــــــــــــا ليا... أنا مع الإرهـــــــــــــــــــــــــــاب...!!!
أنا مع الإرهـــــــــــــــــــــــــــاب...!!!
أنا مع الإرهـــــــــــــــــــــــــــاب...!!!
أنا مع الإرهـــــــــــــــــــــــــــاب...!!!
أنا مع الإرهـــــــــــــــــــــــــــاب...!!!
أنا مع الإرهـــــــــــــــــــــــــــاب...!!!
أنا مع الإرهـــــــــــــــــــــــــــاب...!!!

كلمات جداً رااائعة
بارك الله فيك
دمتـــِ ..

كلمات جد رائعة ولو انني لست مع الارهاب
مشكور اخي على هده الكلمات المنقولة عن الشاعر الكبير
نزار القباني
وليث لو تتحفنا بالمزيد لنبحر معك في رونق كلماته
باراك الله فيك اخي
انتظر جديدك.

» عيناك........رائعة نزار قباني
» صديقة من آسيا /نزار قباني/
» ثلاثية أطفال الحجارة نزار قباني
» اني عراقي للشاعر عباس جيجان
» هذه القصيده للشاعر هاشم الرفاعي من خلف قضبان الزنزانة